وقوله: (يصور): يميل ويصرف. يقال: صاره يصوره ويصيره: إذا أماله. وقرئ (فصرهن إليك) وصرهن، أي يجمع القلوب المختلفة على محبته.
وقوله: (ويسعده بلسان الصدق في الآخرين): يريد الثناء الحسن. قال الله تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ﴾: أي ذكرًا جميلًا. وحقيقته: أن اللسان هو الخبر. والكلام سمى لسانا، لأنه باللسان يكون، على مذهبهم في تسمية الشيء باسم غيره، إذا كان منه بسبب. والمراد بإضافته إلى الصدق، أن يجعل له ثناء حسنا، تصدقه أفعاله، حتى يكون المثنى عليه غير كاذب فيما ينسبه إليه، لأن الإنسان لا يكون فاضلًا إذا أثنى عليه بالكذب.
وقوله: (وأعفوا أنفسهم من كد النظر): أي أراحوها من ذلك. والعفو: ما جاء سهلا بلا كلفه ولا مشقة. والخزي: الفضيحة. يقال: خزي يخزى خزيا: إذا افتضح. وخزي يخزى خزاية: إذا استحيا.
وقوله: (من موقف رجل من الكتاب) قال ابن القوطية: هذا الرجل هو محمد بن الفضل. وهذا غلط، لأن محمد بن الفضل، إنما وزر للمتوكل وكان شاعرًا كاتبًا حلو الشمائل، عالمًا بالغناء، وولى الوزارة أيضًا في أيام المستعين. والخليفة المذكور هاهنا إنما هو المعتصم.
1 / 68