قال أحمد من قوله: ذهب إلى قوله: طواه إلى البيت الآخر [من] تأويل محمد بن يزيد والمازني وليس من قول سيبويه، وإنما أخطأ في التأويل عليه، وردا تأويلهما في الحقيقة، وليس ما ذهب إليه سيبويه هو ما ظنا، والدليل على ذلك أن سماوة الهلال اسم وليس بمصدر، والباب مبني على المصادر، ألا ترى أن ترجمته: هذا باب ينتصب فيه /٤٦/ المصدر المشبه به، وسماوة الهلال ليس بمصدر، وإنما هو اسم. المصدر المشبه به في هذه الأبيات طي الليالي، وسماوة الهلال منصوبة بـ (طي) كما قالا لا كما ادعيا على سيبويه، ألا ترى أنه لما قال: ناج طواه الأين، أراد كطي الليالي سماوة الهلال، وطي الليالي مصدر مشبه به، لأن كاف التشبيه تدخل فيه، والذي أوقع لهما الغلط أن المصدر أعني طي الليالي- جاء على لفظ الفعل، (فظنا بذلك) أنه لم يرده، وإنما أراد سماوة الهلال، وسماوة الهلال اسم وليست بمصدر، وإنما جاء بهذه الأبيات مستشهدا بها لما يكون على الفعل لا على الحال، وذلك أنه تأول هذا الباب على وجهين، قال: إذا قلت: له صوت صوت حمار، إن شئت جعلته حالا ومثالا يخرج عليه الصوت، وإن شئت كان مصدرا، ثم قال بعد: (ومما لا يكون حالا ويكون على الفعل)، فجاء بهذه الأبيات التي أضيفت مصادرها إلى المعارف نحو قوله:
تضميرك السابقَ يُطوى للسَبَقْ
ونحو [قوله]:
طي الليالي زلفا فزلفا
وإنما جاء بهذا ليدل على أنه لا يكون حالا، إذ كان مضافا إلى معرفة، فمنه ما جاء مصدره على لفظ الفعل، ومنه ما جاء على غير لفظ الفعل، فغلط من ها هنا، والدليل على
1 / 104