كم، ويصلح أن يكون أقمت بعضه فيكون على جواب متى.
مسألة [٢٥]
قال: ومما أصبناه في الجزء الرابع في باب ترجمته: هذا باب [من] الفعل سمي الفعل فيه بأسماء مضافة ليست من أمثلة الفعل الحادث، قال: أما ما تعدى المأمور إلى مأمور به فقولك: عليك زيدا ودونك زيدا، وأما ما تعدى المنهي إلى منهي عنه فقولك: حذرك زيدا، وحذارك زيدا.
قال محمد: فقد ترك في هذا القياس من وجهين: أما أحدهما فإن قوله: حذرك إنما معناه احذر، وهذا أمر، فإن قال قائل: معنى احذر لا تدن منه، فكذلك عليه معناه لا يفوتنك، وكل أمر أمرت به فأنت في المعنى ناه عن خلافه، لأن قول: اضرب زيدا، نهي عن ترك ضربه، فإذا نهيت عن الشيء فقد أمرت بخلافه، وذلك أن قولك: لا تشتم زيدا، إنما أمرته بترك شتمه، فالمعنى ما رصفت لك، وبينهما في اللفظ ما تفهمه، فإن حمله على المعنى فهو والأول والباب كله سواء.
والوجه الآخر، أنه إنما وضع في هذا الباب ما لم يؤخذ من أمثلة الفعل، وحذرك من أمثلة الفعل، وحذرك مأخوذ من احذر، فهو خارج عن هذا الباب، لأن هذا باب عليك ودونك وإليك وأمامك وصه ومه وما أشبه ذلك.
قال أحمد: الذي يبين فساد ما أتى به محمد أن نبين أولا ما معنى الأمر؟ وما معنى النهي؟ محاولتك أن يترك فعلا، والدليل على ذلك انك إذا قلت آمرا: اضرب أو قم، كان
1 / 90