و:
....................... ... يا بؤس للحرب ..............
فـ (يا تيم عدي) جائز في الكلام، وليست التفرقة بالمعطوف جائزة إلا في الشعر، لأن الاسم الثاني في (يا تيم تيم عدي) هو الأول بعينه، وكأنه قال: (يا تيم تيم عدي)، ولم يزد بذكر الثاني معنى في الكلام، فكأنه لم يذكره، وصار هذا مُشبِها لـ (ما) إذا دخلت زائدة ولم توجب في الكلام معنى، فهو في (ما) أحسن، لأنه حرف، ويتلوه (يا تيم تيم عدي)، وكذلك لا أبالك إذا جئت باللام، فهو كمعنى قولك: لا أباك <لو قيل>.
فأما المعطوف في نحو قول الشاعر:
..................... .... بين ذراعي وجبهة الأسد
فقد أوجب في الكلام "معنى" وزيادة لم تكن فيه قبل دخولها، فصار أقبح من (يا تيم تيم عدي) ولم يجز إلا في الشعر، لأنها فصل في اللفظ والمعنى، وذلك فصل في اللفظ دون المعنى، وكان حق الكلام، بين ذراعي /٣١/ الأسد وجبهته، فيكون الأول مضافا إلى الاسم الظاهر، والثاني إلى مضمره، ويكون مع كل واحد منهما اسم مضاف إليه في اللفظ، فلما كانا في المعنى مضافين إلى شيء واحد، ولم تكن إضافتهما جميعا إليه في اللفظ بمحيل للمعنى، أجازوه في الشعر، وإنما قبح من جهة لفظه لا من استحالة معناه، ولو كانا مضافين إلى شيئين في المعنى لم يجز الحذف للالتباس.
وأما قوله: ولو أراد التفرقة لقال: بين ذراعي وجبهته الأسد، فهو مفرِّق قال ذلك أو لم يقله، لأن المعنى قد علم أنه يريد إضافتهما إلى الأسد، والأول هو أولى بالإضافة إلى الاسم الظاهر من الآخر، ألا ترى أنه إذا قدر قيل: ذراعي الأسد وجبهته، فإن قال: إنه حذف الأسد من الاسم الأول، وكان التقدير بين ذراعي الأسد وجبهة الأسد، قيل له:
1 / 84