يسمع في كلامها تحقير هذين وقياسه سهل عليه وعلى من هو دونه.
مسألة [١٠٩]
قال: وذكر سيبويه في اسم الله جل وعز أن تقديره (فعال) لأنه إلاه. والألف واللام في (الله) بدل من الهمزة، فلذلك لزمت الاسم مثل أناس والناس، ثم قال في كراسة ست وثلاثين: إنهم يقولون: لهي أبوه في معنى لله أبوه، قال: فيقدمون اللام ويؤخرون العين.
قال محمد: وهذا نقض ذلك، لأنه قال أولا: إن الألف زائدة لأنها ألف فعال، ثم ذكر ثانيا أنها عين الفعل.
قال أحمد: وذكر سيبويه هذا الكلام في باب الإضافة إلى المحلوف به، وليس بناقض لما قدمه ولكنهم فعلوا في هذا الاسم لكثرته على ألسنتهم ما لم يفعلوا في غيره، فحذفوه وألزموا فيه الحذف فقالوا: لاه أبوه، فصارت هذه الألف كأنها عين الفعل، وإن كانت زائدة في الأصل، ثم أكدوا ذلك بأن قلبوها ياء وأزالوها عن موضعها فقالوا: لهي أبوك، فضارعوا بها الألف المبدلة، وألف (فعال) ليست منقلبة من ياء، فلما رأى العرب قد قلبوها وأجروها مجرى ما هو مبدل من حرف من نفس الكلمة، صارت عنده بذلك مضارعة لعين الفعل، ولو لم يضارعوا بها العين لما قلبوها ياء، فلما شبهوها بالألفات والمبدلة عينا لذلك فهي عنده ألف (فعال)، إلا أنه لما دخلها هذا الإبدال والنقل عن موضعها خرجت عن