مراسلات ومكاتبات، ووقوع نوع خلاف في بعض المسائل بينهما -وذلك دأب العلماء في كل زمان ومكان- وقد أورد بعضها، وتظهر مكانة الفخر ابن تيمية ﵀ في عبارات المدح والثناء من الحافظ ابن قدامة عليه، فهو يطلق عليه فيها: الأخ الإمام الكبير جمال الإسلام ناصر السنّة، الذي يرجع إليه في جميع العلوم (١)! ! .
* ومن آل تيمية أبو محمد عبد الحليم بن محمد بن أبي القاسم الخضر، وهو ابن الشيخ فخر الدين -المتقدم ذكره- (المولود سنة ٥٧٣ هـ)، وأقام ببغداد مدة طويلة يتلقى الحديث وسائر العلوم، حتى برع في ذلك كله، وقد سمع منه الحافظ ضياء الدين بعض الأجزاء في الحديث، ولكن الأجل لم يمهله طويلًا، ومات في حياة أبيه عن عمر يناهز الثلاثين عامًا (سنة ٦٠٣ هـ).
وقد ذكر والده -كما يقول الحافظ ابن رجب- أن ابنه عبد الحليم هذا له كتاب سماه "الذخيرة" فيه مسائل دقيقة، وأخرى عويصة (٢).
* ومن آل تيمية أبو محمد سيف الدين عد الغني بن فخر الدين أبي عبد الله بن تيمية خطيب حرَّان وابن خطيبها فخر الدين، وأخو عبد الحليم السالف الذكر، وقد ولد (سنة ٥٨١ هـ) وقام مقام أبيه بعد وفاته، فكان يخطب ويعظ ويدرِّس ويلقي التفسير في الجامع على الكرسي، ومن مصنفاته "الزوائد على تفسير الوالد" و"إهداء القرب إلى ساكني الترب"، ومات ﵀ بحران (سنة ٦٣٩ هـ) (٣).
_________
(١) وفيات الأعيان (٤/ ٣٨٦)، ذيل تاريخ بغداد (١٥/ ٢٦)، سير أعلام النبلاء (٢٢/ ٢٨٩)، الذيل على طبقات الحنابلة (٢/ ١٥١ - ١٦١) شذرات الذهب (٧/ ١٧٩)، مختصر طبقات الحنابلة لمحمد جميل الشطي (٥٤).
(٢) الذيل على طبقات الحنابلة (٢/ ٣٩).
(٣) الذيل على طبقات الحنابلة (٢/ ٢٢٢)، شذرات الذهب (٧/ ٣٥٤)، جلاء العينين في محاكمة الأحمدين للشيخ نعمان خير الدين ابن الألوسي (٢٩)، مختصر طبقات الحنابلة (٥٥).
1 / 21