210

أتيتم ، وكذلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأما ما ذكرتم من أخبار الله إيانا في كتابه عن القوم الذين أخبر عنهم بحسن فعالهم فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا نهوا عنه ، وثوابهم منه على الله عز وجل ، وذلك أن الله جل وتقدس أمر بخلاف ما عملوا به فصار أمره ناسخا لفعلهم وكان نهى تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ، ونظرا لكي لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم ، منهم الضعفة الصغار والوالدان والشيخ الفاني والعجوزة الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع ، فان تصدقت برغيفي ولا رغيف لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا ، فمن ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خمس تمرات أو خمسة قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الانسان وهو يريد أن يمضيها ، فأفضلها ما أنفقه الانسان على والديه ، ثم الثانية على نفسه وعياله ، ثم الثالثة على قرابته من الفقراء ، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء ، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أفضلها أجرا.

وقال صلى الله عليه وآله وسلم للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو ستة من الرقيق ولم يملك غيرهم وله أولاد صغار : لو أعلمتموني أمره ما تركتكم تدفنونه مع المسلمين ، يترك صبيانه يتكففون الناس (1).

ثم قال : حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : ابدأ بمن تعول الأدنى فالأدنى.

ثم قال عليه السلام : هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم ونهيا عنه مفروضا من الله العزيز الحكيم قال : « والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما » (2) أفلا ترون أن الله تبارك وتعالى قال غير ما أراكم تدعون إليه من

পৃষ্ঠা ২১৩