بإبلاغه إِلَيْهِ وَلَو لفظ بِهِ لَكَانَ ذكره مُخْتَصرا أحسن فَيقدر كَذَلِك ذَلِك مثل أَن تَقول وأبلغه ذَلِك كَمَا قَالَ ﴿وَلَا تدع من دون الله مَا لَا ينفعك وَلَا يَضرك فَإِن فعلت فَإنَّك إِذا من الظَّالِمين﴾ وَلم يقل فَإِن دَعَوْت من دون الله مَا لَا ينفعك وَلَا يَضرك
الْفَائِدَة الثَّانِيَة وَالثَّلَاثُونَ
التَّذْكِير بِالنعَم يتَضَمَّن اقْتِضَاء شكرها لِأَن شكرها هُوَ الْمَقْصُود من ذكرهَا ﴿واذْكُرُوا إِذْ أَنْتُم قَلِيل مستضعفون فِي الأَرْض تخافون أَن يتخطفكم النَّاس فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطَّيِّبَات لَعَلَّكُمْ تشكرون﴾ ﴿فاذكروا آلَاء الله لَعَلَّكُمْ تفلحون﴾ ﴿اذْكروا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ هم قوم أَن يبسطوا إِلَيْكُم أَيْديهم فَكف أَيْديهم عَنْكُم﴾ ﴿واذْكُرُوا نعْمَة الله عَلَيْكُم إِذْ كُنْتُم أَعدَاء فألف بَين قُلُوبكُمْ فأصبحتم بنعمته إخْوَانًا وكنتم على شفا حُفْرَة من النَّار فأنقذكم مِنْهَا﴾
فالغرض بتذكير النعم والتوسل بذكرها إِلَى شكرها لما يتَوَقَّف شكرها على ذكرهَا وَإِلَّا فمجرد ذكر النِّعْمَة لَا غَرَض فِيهِ