أيامه وهلك في شهر رمضان سنة أربع وثالثين, فأقيم عوضه سلمون ابن إسحاق بن داود فهلك سريعا فكان للحبشة في سنة أو نحوها أربعة ملوك وتوالت حروب المسلمين فيهم تقتل وتأسر وتسبى وتحرق وتغنم. ثم فشا في عامة بلاد الحبشة وباء عظيم شنيع في سنة تسع وثالثين وثمانمائة وهلك فيه الحطى وعالم عظيم حتى قيل إنه قد خلت البلاد لموت أهلها والله يرث الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
ذكر بلد الزيلع (اعلم) أن بلاد الزيلع كما تقدم من جملة أراضى الحبشة وعرفت بقرية في جزيرة بالبحر يقال لها وطول أرض الزيلع برا وبحرا نحو شهرين وعرضها أكثر من شهرين الأ أن غالبها قفار غير مسكونة, ومقدار العمارة مسافة ثلاثة وأربعين يوما طوال في عرض أربعين يوما.
وتنقسم إلى سبع ممالك وهى: أوفات ودوار, وأرابينى، وهدية، وشرخا وبالى ودارة. ولكل مملكة من هذه الممالك السبع ملك ويتسلط عليهم جميعا الحطى ملك أمحرة يأخذ منهم القطيعة من المال في كل سنة وهى قماش وغيره, وهى ممالك ضعيفة قليلة المتحصل وفيها المساجد والجوامع التي تقام بها الجمعة والجماعة. وعند أهلها محافظة على الدين, ويقال لها الجبرت وهى بلاد حارة وبيوتهم من طين وحجر وخشب وليس بها أسواق وال فخامة لأمورهم.
পৃষ্ঠা ৮২