154

وكل شخص رآه قال ذا الساقي

فلا ريب أن هذين القولين أوقع في النفس من قول عنترة:

ولقد شربت مع الندامى بعد ما

ركد الهواجر بالمشوف المعلم

بزجاجة صفراء ذات أسرة

قرنت بأزهر بالشمال مفدم

فإذا أبدع عنترة بهذا الوصف في زمانه بين قوم يهيمون في الفلوات على ظهور الإبل بين مضارب البادية، فإنه لا يطرب جلساء أبي نواس والرقاشي في محافل الأنس، ومغاني التأنق والعيش الرغيد.

وقد بلغ المولدون الدرجة القصوى من التصرف بالمعاني، وجزالة اللفظ ودقة السبك، فصعدوا بالشعر درجة لم يبلغها المتقدمون، وهيهات أن يدركها المتأخرون، وكان هذا ديدن الفريق الأعظم منهم في جميع الأبواب التي طرقوها، فأي غزل أرق من قول أبي نواس:

حامل الهوى تعب

يستخفه الطرب

অজানা পৃষ্ঠা