غربي قارة آسيا والقطر المصري وسائر سواحل أفريقيا الشمالية. وهي أي اللغة العربية أغنى كافة أخواتها من اللغات السامية في عدد الكلمات الأصلية أي المجردة عن المزيدات. وقد بقي فيها دون أخواتها شي من صيغ الاشتقاق وصور التصريف إلى عهد قريب من يومنا آما اللسان الذي نسميه نحن عادة باللغة العربية فهو في الأصل لغة القبائل التي كانت ساكنة في الأصقاع الشمالية والوسطى من شبه جزيرة العرب. وكان في العهد القديم فرق بيّنٌ بين هذا اللسان وبين لغة العرب آهل الجنوب الذين هم الصابئة والحميريون وغيرهما. وكان لسان آهل الجنوب ايضًا متفرعًا إلى عدة لغات غير إنه لم يبق إلى يومنا هذا منه سوى بعض الكتابات المحفورة وشيء قليل جدًا من اللسان الحي أي الذي يتكلم به بعض القبائل الضعيفة في جهات مهرا وحضرموت ويعرف الان بالاكهيلي.
٢ - اقدم الكتابات المحفورة العربية
قد تعود اهل اللغة أن يعتبروا إن اقدم ما انتهى إلينا من المكتوبات العربية هو من عهد القرن الثاني او على الكثير من عهد القرن الثالث قبل الدعوة الإسلامية. غير انه في عهد قريب جدًا من أيامنا قد وجدت مصانع قديمة أي آثار عليها كتابات محفورة باللغة العربية الشمالية يرجع مرجعها وعهدها إلى القرن العاشر بل إلى القرن الثاني عشر قبل ظهور الدعوة الإسلامية. اكتشفها الباحثان السائحان كرلس داوتي ويوايوس ايوتنج اللذان وجدا في أواسط جزيرة العرب مصانع محفورة تسما باللغة الإفرنجية هكذا Inscriptional Monumchfs ومعناها المصانع الكتابية المحفورة لم تزل باقية وهي مكتوبة أي منقوشة بحرف قريب جدًا من الحرف الجنوبي أي المسند إلا إنها تختلف عن المصانع الجنوبية في صيغ الكلمات والاشتقاق والتصريف وقد سمى المتأخر ون من آهل اللغة هذه الكتابات المحفورة بالنقوش اللحيانية نسبة إلى الملوك آو الأمراء من بني لحيان. أول من حاول حل هذه الخطوط
1 / 11