المهدية والقيروان إلى رفع أحد من أهل البوادى ، التى حولهما ، إلى أنفسهم ، إذ كان أمير المؤمنين إنما أطلق لكل قاض فيهما النظر فى المدينة التى هو قيها، وما أحاط به قطرها1 ، وليس له أن يتعدى إلى النظر فيما خرج عنها، وأطلق لغيرهم من القضاة النظر فى بوادى مدنهم ، وأن (145) لا يقيم أحد منهم حاكما ولا أمينا بجميع الكور التى لا قضاة فيها ، ولا ينظر بين أحد من أولياء أمير المؤمنين ، وطبقات عبيده ، ووسائر جنده المقيمين جضرته، وأن يكون النظر في جميع ذلك كله لك ؛ مطلقة فيه يدلك ، لا يازعك فيه أحد من القضاة والحكام . وإن تشاجر خصمان ، فدعا أحدهما صاحبه إلك، ودعا آخر إلى قاض أو حاكم غيرك ، كان على الداعى إلى سواك أن يرتفع مع خصمه إليك طائعا أو مكرما 4 فاعلم ذلك من رأى أمير المؤمنين وأمره، وامثله وقدم فيه أوامرك وزواجرك، واقرأ كتاب أمير المؤمنين هذا على المنبر ، ليذيع بين الناس واينشر فى حاضيرهم وباديهم ودانهم وقاصيهم . وامضى على ما قلدك أمير المؤمنين من ذلك ، جاريا على ما تقدم به توفيق الله لك وتسديده اياك من إنفاذ الحقوق وتقويتها ، وإقامة الحدود على أهلها ، وشدة الوطأة على الظلوم ، ونصرة الحق ، ومعونة المظلوم ، واعانة الليف ، وتقوية (295) الضعيف :
পৃষ্ঠা ২১