وإذا شئت مزيد إيضاح لفساد هذا الذي ذكره المعترض هنا.
قلنا: إما أن .........بالإحداث في قوله: فأنى لمقهور إحداث ما يشاء...إلخ، ذلك المعنى الذي يستلزم الإيجاد ....الإمام الرازي بل هو نفس الإيجاد كما بيناه.وإما أن يريد به الكسب لا سبيل إلى الأول، وإلا لزم أن العبد مؤثر في أفعاله وموجد لها باختياره، لكنه غير مستقل في تأثيره وإيجاده .......مما يمنعه المعترض وأصحابه الأشاعرة كيف وهو نقيض مطلبوهم كما مر، ولا سبيل .....إلى الثاني عندهم أيضا، إذ لا يقولون بأن العبد كاسب غير مستقل بكسب، وإن قالوا بأنه مستقل بالفعل؛ لأنهم لا يريدون بالفعل نفس الكسب بل يريدون الفعل الموصوف فإنه ...... تعالى، وكسب العبد معلوم أن الذي هو خلق الله يتصف بأنه موجود وبأنه تأثير ......ولهذا كان كلامهم في غاية الإشكال؛ لأنهم قالوا بهذا مع تصريحهم بأن الفعل بجميع جهاته ......من قبل الله وجهته تعالى، وعلى هذا أعني مذهبهم في أن الإحداث لفعل العبد من قبل الله ..... من قبله يكون قيد الاستقلال لغوا خصوصا بالنظر إلى ما سيصرح المعترض من أن ...... الفاعل التارك إنما يتوهم توهما فاسدا أن له قدرة واختيارا.
قال: ولأجل هذا التوهم .......كلف وأمر ونهي، وأن التكاليف بأسرها إنما نعتمد هنا هذا الوهم الفاسد، وفي الحقيقة ......ولا اختيار لأحد أصلا إلا في توهمه الفاسد، ونحن نعلم أن التكاليف إنما دارت بقدرة العبد واختياره؛ لأن الحكيم تعالى لا يكلف ويطالب بالأفعال من لا قدرة له ولا اختيار.
পৃষ্ঠা ৮৯