قلت: لا يخفى علينا ولا على ذي حنكة أن قوله: فكل في قبضة قدرته ...إلخ، غير جاري مجرى الحقيقة، وليس كلامنا المقتدم بالنظر إلى هذا اللفظ الذي هو من قبيل التمثيل المعروف في علم البيان، وإنما كلامنا المذكور بالنظر إلى ما أراده من هذا اللفظ فإنه إنما أراد إثبات أنه تعالى خالق لأفعال العباد وبقدرته، وإنها -أي أفعال العباد- من مقدوراته بالفعل وإلا خرجت عن قبضة قدرته تعالى، هذا مراده في هذا القول الذي لا خلاف لأحد في صحته وفي فساد هذا المراد الذي أراده منه، فإنه يستلزم بتحقيقه في ذكر المعنى الحقيقي والمعنى المجازي.
পৃষ্ঠা ৪৯