وفي معرض رده على سؤال وجه إليه قال:"والكتب لعلها توجد معكم، فطالعوا من الأثر فهو أصح وأولى مما أقوله لكم فإني أتكلف ذلك خجلا من ردكم، لا عن علم وبصيرة، وقد اعترفت بقلة المعرفة، ولست أنا من أهل الفتيا ولا من أهل الرأي، ولا تقبلوا شيئا مما أقوله لكم إلا بعد النظر فيه، فان وافق الحق وإلا فليترك ولا تتكلموا على مسائلي فإني قليل المعرفة ظاهر الجهل عارف بذلك وإنا كلنا ضعفاء ينبغي أن نسأل غيرنا من العارفين حتى يدلونا على أمر ديننا الذي يعيننا، والسلام" (¬1) .
2- الشخصية القيادية: كان يتمتع بسلطة دينية عالية وشخصية قوية مؤثرة، فقد كان يصدر أوامره للإمام عزان بن قيس، ويتقدمه في المسير دخولا وخروجا، ويتناول القهوة قبل الإمام، وعندما سئل عن ذلك أجاب:"لأريكم شرف العلم، وأن العلماء حكام على الملوك، والملوك حكام على الرعية" (¬2) .
كما يتضح ذلك جليا من خلال الدور الذي مارسه في إدارة دولة الإمام عزان (¬3) .
¬__________
(¬1) الخليلي،(تمهيد قواعد الإيمان)، ج2 ص 69.
وفي هذا المجال أمثلة كثيرة، وفي المرجع نفسه، أنظر: ( تمهيد قواعد الإيمان)،ج1 ص 78، وج2 ص 218، وج5 ص 186 وص 208 و ج6ص 69. وانظر كذلك: الخصيبي،( شقائق النعمان)، ج1 ص 407.
(¬2) السالمي،(نهضة الأعيان)، ص 87. وأحمد عبيدلي،(الإمام عزان بن قيس)، ص 67.
- ويظهر من هذا الموقف تأكيد الشيخ على المنزلة التي يجب أن يتبوأها العلماء في المجتمع وفي الدولة الإسلامية.
(¬3) تفاصيل هذا الدور في الفصل الأول من هذه الدراسة.
পৃষ্ঠা ৪৭