لم تكن السنوات الثلاث المضطربة من عهد الإمام عزان مواتية لوضع التصورات الاقتصادية وآلية تحقيقها محل التنفيذ، وإن لم تخل بطبيعة الحال من إجراءات تساعدنا على إلقاء الضوء (¬1) ، حيث يشير لاندن بأن الخليلي أعد مجموعة من القوانين المنظمة للأنشطة الاقتصادية تتمشى مع تعاليم الشريعة الإسلامية، وقد اعتمدها الإمام عزان (¬2) .
ومما يدل على حرص الإمام وتوجهه في بناء اقتصاد قوي يلبي مطالب الدولة ويعمل على إرساء قواعد تنموية طموحة هو دعوتهم من أول يوم إلى "أهل الأعمال أن يصبحوا في أعمالهم ففتحت الدكاكين للتجارة وقامت الصناع في صنائعها وقام السوق كما هو" (¬3) .
كما أنه قد صدرت تعليمات واضحة للمسؤولين والجنود الثوار تنص على :"أن لا يغيروا، ولا يبدلوا، ولا يأخذوا من مال الرعايا شيئا" (¬4) والحادثة الوحيدة التي تذكرها لنا المصادر والتي يمكن أن توصف بمحاولة خروج أحد الثوار عن الالتزام بالتعليمات الخاصة بحماية الممتلكات هو ما قام به أحد البدو بمهاجمة أحد التجار البانيان (الهندوك) ومحاولة سلب أمواله فزجره الشيخ صالح بن علي بشدة على تصرفه ذلك (¬5) .
¬__________
(¬1) أحمد عبيدلي،(الإمام عزان بن قيس)، ص 87.
(¬2) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 275-276.
(¬3) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 243.
(¬4) المرجع السابق، ج2 ص 244.
(¬5) المرجع السابق، ج2 ص 243. وأحمد عبيدلي،(الإمام عزان بن قيس)، ص 92.
পৃষ্ঠা ৩০