لكن هذا الامتداد السريع لنفوذ الإمامة، ومظاهر الولاء والطاعة للإمام كان يخفي وراءه كثيرا من المشكلات، فعلى الرغم من إخضاع الإمام وهزيمته لقبائل الغافرية في وادي سمائل، إلا أن تسامحه وعفوه عن قادتهم جعلهم يشعرون بالقوة ويتربصون به الدوائر انتظارا للفرصة المواتية للتخلص مما ألزموا عليه، علما بأن القبائل الغافرية من سوء رأيهم يرون أن الدولة قد صارت للهناوية، وذلك لأن معظم جيش الإمامة كان يتشكل منها، فأضمروا العداوة للإمام ومن معه (¬1) ، بل حتى حماس القبائل الهناوية-باستثناء المتدينين منهم- أخذ يفتر عندما تبين لهم أن الثبات على البيعة للإمام تعني التضحية بكل شيء في الوقت الذي كانوا ينتظرون من وراء ذلك الامتيازات الوظيفية والمنح المالية (¬2) .
كما أن هروب زعماء بعض قبائل الغافرية من سجن الإمام بمسقط وتمكنهم ثانية من ممارسة نفوذهم بين أتباع قبائلهم كان سببا في إيواء أعداء دولة الإمامة ونواة للجيش الذي خرج عليها وأسقطها فيما بعد بقيادة السيد تركي بن سعيد (¬3) ، وبالإضافة إلى ذلك كله رفضت بريطانيا الاعتراف بدولة الإمامة، كما قامت بمناصرة المناوئين لها، وقد كانت بريطانيا الدولة المهيمنة وذات النفوذ الواسع في المنطقة (¬4) .
ثانيا: المجال الاقتصادي:
¬__________
(¬1) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 253. ولاندن،(عمان منذ 1856م) ص 274. وأحمد عبيدلي،( الإمام عزان بن قيس)، ص 87.
(¬2) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 275.
(¬3) السالمي،(تحفة الأعيان)، ج2 ص 266-267.
(¬4) لاندن،(عمان منذ 1856م)، ص 279.
পৃষ্ঠা ২৯