============================================================
عامة أثمان المبيعات وقيم الأعمال ، وبها تؤخذ خراج الأرضين وأجرة المساكن وغير ذلك. و (كان] الدرهم ثمانى عشرة خروية ، والخروية ثلاث قمحات ، والمثقال أربع وعشرين خروية ا، والصنجة تتفاوت بمصر والشام ، فتنقص كل مائة مثقال شامى مثقالا وربعا بمصر ، وكذلك الدراهم.
وأما الفلوس فإنه لما كان فى المبيعات محقرات تقل عن أن تباع بنرهم أو جزء منه ، احتاج الناس. من أجل ذلك في القديم والحديث من الزمان إلى شىء سوى نقدى الذهب والفضة يكون يإزاء تلك المحقرات ، لم يسم أبدا على وجه الدهر ساعة من تهار فيا عرف من أخبار الخليفة تقدا ، لا ولا أقيم قط بمنزلة أحد النقدين . واختلفت مذاهب البشر وأراؤهم فى ما يجعلونه ل ازاء تلك المحقرات ، فلم يزل بمصر والشام وعراقى العرب والعجم وفارس والروم فى أول الدهر وآخره ملوك هذه الأقاليم ، لعظمتهم وشدة بأسهم ونصرة ملكهم ، وكثرة شأوهم وختزوانة سلطانهم ، يجعلن بازاء هذه المحقرات تحاسا يضريون اليسير منه قطعا صغارا سميها العرب فلوسا لشراء ذلك . ولا يكاد يوجد من هذه الفلوس إلا التزر اليسير ، مع أنها لم تقم أبدا في هذه الأقاليم بمنزلة أحد النقدين قط .
وكان سبب ضريها بمصر فى أيام الكامل الأيويى - بعد أن لم تكن - أن امرأة تعرضت فطيب الجامع بمصر ، وهو إذ ذاك أبو الطاهر الكحلى ، تستفتيه : " أيحل شرب الماء أم فقال : " يا أمة الله اوما يمنع من شرب الماء ؟ " ، فقالت : " أن السلطان ضرب هذه الدراهم ، وأنى اشترى القرية بتصف درهم منها ومعى درهم ، فيرد [السقاء] على نصف درهم ورقا ، فكأتى اشتريت منه ماء وتصف درهم بدرهم * . فأنكر [ أيو الطاهر] ذلك ، واجتع بالسلطان وتكلم معه في ذلك الأمر بضرب الفلوس .
পৃষ্ঠা ১৪১