============================================================
واشتد الأمر على التجار لرمى البضائع عليهم بزيادة الأثمان والقيم ، وكثرت المصادرات ل فى الولاة وأرباب الأموال ، وعظم الجور على أهل النواحى ، وحملت التقاوى السلطانية من الضياع ، واشتد الأمر علي أهل "مشق وتابلس ويعلبك واليقاع وغيرها ، وكانت أيام في غاية الشدة من الغلاء وكثرة الأمراض [والموت] وعموم الظلم .
وقع بأخر هذا الغلاء أعجوبة في غاية الغرابة لم يسحع يمثلها : وهى أن رجلا من أهل الفلح بجية عسال - إحدى قرى دمشق الشام - خرج بشور له ليرد الماء ، فإذا عدة من الفلاحين قد وردوا الماء ، قأورد الثور حتى إذا اكتفى نطق بلسان فصصيح اسمع من بالمورد ، وقال : 0 الحمد لله والشكر له ، إن الله تعالى وعد هذه الأمة سبع ستين مجدبة ، فشفع لهم النبى . وأن الرسول أمره أن يبلغ ذلك ، وأنه قال : يا رسول الله فما علامة صدقى عندهم؟ قال : أن تموت بعد تبليغ الرسالة " ، وإنه بعد فراغ كلامه صعد إلى مكان مرتفع وسقط منه ومات ، فتسامع به أهل القرية ، وجاؤوا من كل حدب ينسلون ، فأخذوا شعره وعظامه للتبرك . فكانوا إذا بخروا به موعوكا برئ ، وعمل بذلك محضر مثيوت على قاضى البلد، وحصل إلى السلطان بمصر ، فوقف عليه الأمراء ، واشتهر بين الناس خير وشاع ذكره .
وعقب ذلك انحلت الأسعار ، وجاء الله بالفرج ، ( وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون * واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها و تصريف الرياح آيات لقوم يعقلون) .
পৃষ্ঠা ১১২