============================================================
بأربعين ، والرطل من البطيخ بدرهم ، والسفرجل ثلاث حبات بدرهم ، [ والبيض كل ثلاث حبات بدرهم]، وتزايد القمح إلى مائة وتسعين الأردب والشعير إلى مائة وعشرين ، والقول والعدس إلى مائة وعشرة دراهم الأردب ، وأقحطت بلاد القدس والساحل ومدن الشام إلى حلب ، فبلغت الغرارة من القمح إلى مائتى درهم وعشرين ، والشعير بالنصف من ذلك واللحم الرطل إلى عشرة دراهم ، والفاكهة إلى أربعة أمثالها . وكان ببلاد الكرك والشوبك وبلاد الساحل لما يرصد للمهمات والبواكر ما ينيف عن عشرين آلف غرارة، فحصلت إلى الأمصار.
وأقحطت مكة ، قبلة آردب القمح بها إلى تسعمائة درهم ، والشعير إلى سبعمائة ، فرحل أهلها حتى لم ييق بها إلا اليسير من الناس . وتزحت سكان قرى الحجاز ، وعدم القوت بلاد اليمن واشتد الوياء ، فباعوا أولادهم فى شراء القوت ، وقروا إلى تحو حلى بشى يعقوب ، فالتقوا بأهل مكة وضاقت بهم البلاد ، ففنوا كلهم بالجوع إلا طائفة قليلة . وقحطت بلاد الشرق ، وعدمت دوابهم وهلكت مراعيهم ، وأمساك القطر عنهم . وأشتد الأمر بمصر، وكثر الناس بها من أهل الآقاق ، فعظم الجوع ، وانتهب الخبز من الأفران والحوانيت ، حتى كان العجين إذا خرج إلى الفرن أنتهيه الناس فلا يحمل إلى الفرن ، ولا يخرج الخبز منه الا ومعه عدة يحموته بالعصى من النهابة ، فكان من الناس من يلقى تفسه على الخبز ليخطف منه ، ولا يبالى يما ينال رأسه وبدته من الضرب ، لشدة ما نزل به من الجوع .
পৃষ্ঠা ১০৮