ইসলামিক পরিচালনায় আরবের গৌরব
الإدارة الإسلامية في عز العرب
জনগুলি
ومنعت شاتها وبعيرها أجمع رأينا كلنا - أصحاب محمد - أن قلنا لأبي بكر: إن رسول الله كان يقاتل العرب بالوحي والملائكة يمده الله بهم، وقد انقطع ذلك فالزم بيتك ومسجدك، فإنه لا طاقة لك بقتال العرب. فخالفهم كلهم أبو بكر وأعلن هذه الحرب على المرتدين حتى أذعنت العرب بالحق. استبد أبو بكر برأيه فكان رأيه الصواب، وقضى بصادق عزيمته وبعيد نظره قضاء مبرما على آخر أثر من آثار الوثنية في الأرض العربية، ولما أرسل الصديق الأمراء لقتال أهل الردة أوصاهم أن يقتصدوا بالمسلمين، ويرفقوا بهم في السير والمنزل، ويتفقدوهم ويستوصوا بهم في حسن الصحبة ولين القول، وأمر قواده في المرتدين أن لا يقاتلوا أحدا ولا يقتلوه حتى يدعوه إلى الله، فمن استجاب لهم وأقر وكف وعمل صالحا قبل منه وأعين عليه، ومن أبى يقاتل على ذلك، ولا يبقون على أحد منهم قدروا عليه، وأن يحرقوهم بالنار ويقتلوهم كل قتلة، ويسبوا النساء والذراري، ولا يقبل من أحد إلا الإسلام.
ومن وصايا أبي بكر ليزيد بن أبي سفيان لما أرسله إلى الشام: «إذا دخلت بلاد العدو فكن بعيدا من الحملة فإني لا آمن عليك الجولة، واستظهر بالزاد وسر بالأدلاء، ولا تقاتل بمجروح فإن بعضه ليس منه، واحترس من البيات فإن في العرب غرة،
9
وأقلل من الكلام فإنا لك ما وعي عنك، وإذا أتاك كتابي فأنفذه فإنما أعمل على حسب إنفاذه، وإذا قدمت عليك وفود العجم فأنزلهم معظم عسكرك، وأسبغ عليهم النفقة، وامنع الناس عن محادثتهم ليخرجوا جاهلين كما دخلوا جاهلين، ولا تلحن في عقوبة فإن أدناها وجع، ولا تسرعن إليها وأنت تكتفي بغيرها، واقبل من الناس علانيتهم، وكلهم إلى الله في سرائرهم، ولا تجسس عسكرك فتفضحه ولا تهمله فتفسده.»
ولم يحدث أبو بكر في أيامه أحداثا جديدة، والفتوح لم تقف مع حروب الردة، ووجه وجهته نحو الشام، وكان آخر جيش جهزه جيش اليرموك، جهزه بكل حكمة، وبذل في تنظيمه أقصى الجهد، وجعل فيه قاضيا، وجعل أبا سفيان بن حرب قاصا يسير في الجماعة ويقول: الله الله عباد الله انصروا الله ينصركم، اللهم هذا يوم من أيامك، اللهم أنزل نصرك على عبادك، يا نصر الله اقترب يا نصر الله اقترب. وقصاص الجند يقصون عليهم أخبار الوقائع والفروسية ليقووا قلوبهم، وقيل: إن تميما الداري كان أول من قص في مسجد الرسول في عهد عمر، كان يذكر المسلمين بالله، ويقص عليهم قصصا وأحاديث عن الأمم الماضية وأساطير وحكايات. •••
كانت أول خطبة خطبها عمر بن الخطاب لما ولي الخلافة: «أيها الناس، إنه والله ما فيكم أحد أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ له الحق، ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه.» وما كان عمر ممن أولع بإلقاء الخطب كثيرا على بلاغة فيه مستحكمة وعلم غزير، ولا يرتقي المنبر إلا إذا قضت الضرورة وأراد بيان أمر ذهبت فيه نزوات النفوس مذهبا لا يرضاه، وكثيرا ما قال: إن هذا الأمر لا يصلح فيه إلا اللين في غير ضعف، والقوي في غير عنف. وكذلك كان عمر يجمع بين اللين والشدة، وهو إلى هذه ولا سيما على عماله أقرب. وإذا كان أكبر رجال الإدارة تحصى عليهم عشرات من الأغلاط فإن عمر لا يستطيع أكبر الناقدين أن يحصي عليه غلطتين أو ثلاثا، وقد يجاب عليها بأن ذلك محض اجتهاد منه، والمجتهد قد يصيب ويخطئ. والحكم الآن على مسائل لم تتجل كل التجلي بما نقله الناقلون، وما أحاط بها من أحوال دقيقة غير مرئية، يدعونا إلى أن نمسك عن إرسال القول في النقد، ولا سيما نقد رجل عقمت أمم كثيرة أن تنبغ أفضل منه وأعظم.
وطريقة عمر في الإدارة طريقة أبي بكر وصاحبه من قبل؛ إطلاق الحرية للعامل في الشئون الموضعية، وتقييده في المسائل العامة، ومراقبته في خلوته وجلوته. «وكان
10
علمه بمن نأى عنه من عماله ورعيته، كعلمه بمن بات معه في مهاد واحد وعلى وساد واحد، فلم يكن له في قطر من الأقطار ولا ناحية من النواحي عامل ولا أمير جيش إلا وعليه له عين لا يفارقه ما وجده، فكانت ألفاظ من بالمشرق والمغرب عنده في كل ممسى ومصبح. وأنت ترى ذلك في كتبه إلى عماله وعمالهم حتى كان العامل منهم ليتهم أقرب الخلق إليه وأخصهم به.» وكان كما قال المغيرة بن شعبة: أفضل من أن يخدع وأعقل من أن يخدع.
كان إذا استعمل العمال خرج معهم يشيعهم
অজানা পৃষ্ঠা