المصدر لم يستحكم في العمل والإضمار استحكام الفعل، فمجيء الضمير المنفصل مع المصدر أحسن، والمصدر الذي هو "لضغمهما" مضاف إلى الفاعل في المعنى، والمفعول المضغوم محذوف، ولو ذكره مع هذه الهاء لقال: "لضغمهما إياي إياها" فيقدم "إياي" لوجهين: الأول: أنه ضمير المتكلم، وهو أولى بالتقديم من ضمير الغائب.
والثاني: أن "إياي" ضمير المفعول به، و"إياها" ضمير المصدر، فهو فضلة، مستغنى عنه بما هو آكد منه، وكان الأصل "لضغمهما إياي مثلها" فحذف "مثلًا" وأقام المضاف إليه مقامه، فكان ينبغي أن يأتي بالضمير المنصوب المنفصل.
وحذف المفعول مع المصدر إذا كان معه الفاعل كثير، كما يحذف معه الفاعل أيضًا.
وقوله: "يقرع العظم نابها" جملة في موضع الصفة "لضغمة".
وأنشد أبو علي في باب خبر المبتدأ.
(٥)
علينَ بكديونٍ وأشعرنَ كرّةً ... فهنَّ إضاءٌ صافياتُ الغلائلِ
هذا البيت للنابغة الذبياني اسمه زياد بن معاوية بن جابر، ويكنى: أبا أمامة، وأبا عقرب، وهما بنتاه، وإنما قيل له: النابغة، لأنه لم يقل الشعر إلا بعد أن كبر وساد قومه، فلم يفجأهم إلا وقد نبغ عليهم بالشعر.
1 / 85