ইদাহ ফি শারহ মিসবাহ
كتاب الإيضاح في شرح المصباح
জনগুলি
الدليل الثالث أنا وجدنا في صحيح الأخبار أوصافا للقدرية ليست إلا فيكم لأنه قد روي أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم:(صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي لعنهم الله على لسان سبعين نبيئا وهم القدرية والمرجئة قيل يا رسول الله من القدرية؟ قال:الذين يعملون المعاصي ويقولون هي من الله سبحانه. وفي رواية هي من قبل الله وفي أخرى يقولون إن الله قدرها عليهم، قيل ومن المرجئة؟ قال: الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل). وما قال صلى الله عليه وآله وسلم في القدرية نص صريح في أنهم هم القدرية لأنهم أهل هذه المقالة وليت شعري ما عذرهم قاتلهم الله، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لقدرية مجوس هذه الأمة وهم خصماء الرحمن وشهود الزور وجنود إبليس) وطريقة الإنصاف أنا ننظر فيمن وجدت فيه هذه الأوصاف فهو المراد بالقدرية، أما كونهم مجوس هذه الأمة فليس المراد مذهب المجوسية على الحقيقة إذ ليس في هذه الأمة مجوس بل المراد من مذهبه أشبه بمذهبهم، وقد نظرنا فإذا هم أشبه بهم إذ قالوا القادر على الخير لا يقدر على الشر كالكفر لأن القدرة غير صالحة للضدين وهذا بنفسه عين مذهب المجوس على (ما تقدم) ، وأما كونهم خصماء الرحمن فلأنهم هم المخاصمون للرحمن فإنه إذا احتج يوم القيامة على العصاة وأظهر أنهم أتوا من قبل أنفسهم وأنه ليس ظالما لهم، قامت المجبرة فردوا عليه الحجة، وقالوا: بل أنت الذي خلقت فيهم العصيان وخاطبتهم بما لا قدرة فيهم عليه وهو الطاعة ثم أخذت الآن فعاقبتهم على فعل ذلك وتوبخهم عليه، وأما كونهم شهود الزور فإن الله تعالى إذا سأل الشياطين لم أضللتم العباد وأغويتموهم؟ قالوا أنت الذي أظللتهم وأغويتهم ثم لا يجدون من يشهد لهم إلا المجبرة دون سائر الأمم، قال بعض المفسرين قوله تعالى{ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة}(الزمر:60) واردة في المجبرة لأنهم يحشرون فيخرج من أفواههم دخان فيقع على وجوههم فتسود بذلك وجوههم، وأما كونهم جنود إبليس فإنهم الذين يتعصبون لإبليس ويحتجون له على مقالته رب بما أغويتني، ويقولون: إنه غير مستحق للذم والبراءة لأنه لا فعل له بل الله هو المظل والمغوي. وإذا ثبت حصول هذه الأوصاف فيهم كانوا هم المرادين بالقدرية من غير شك ولا مرية، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تجالسوا القدرية ولا تفاتحوهم) وهذا خبر متلقى بالقبول. وطريقة الإنصاف: أنا ننظر من في مجالسته مفسدة فلما نظرنا وجدناهم المجبرة لوجوه: أحدها:أن مجالستهم تؤدي إلى إساءة الظن بالله من حيث أنهم يجوزون صدور كل قبيح منه تعالى.الثاني: أن مجالستهم تؤدي إلى الاستهزاء بكلام الله تعالى لأن السامع متى سمع الأمر والنهي والوعد والوعيد وهو يعتقد ما يعتقدونه استهزأ بالخطاب العزيز ويقول إن فعلها فينا وجدت وإن لم يفعلها فينا لم توجد فلأي شيء أمرنا ونهانا؟.الثالث:أنه يؤدي إلى التمادي في المعصية من حيث أنه يعتقد أن الله تعالى فاعلها ويستمر على ذلك ويقول الفعل لغيري وهو الله تعالى.الرابع: أنه يؤدي إلى التكاسل عن الطاعة متى سمعهم يقولون إن الطاعات فعل الله تعالى لأن من لا يقدر على شيء لا يهتم بفعله.الخامس:أنه يؤدي إلى أن الله تعالى لا يستحق العبادة لأن من مذهبهم أنه يجوز أن يكون الله تعالى لم يفعل هذه المنافع قاصدا بها وجه الإحسان إلينا بل من غير فضيلة أو فعلها استدراجا لنا بها إلى النار فإذا كان كذلك لم يستحق العبادة لأنها لا تستحق إلا على أصول النعم وفروعها والنعم من حقها أن يقصد بها فاعلها وجه الإحسان.وقد روي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام أنه لما قفل من صفين قال له شيخ ممن كان معه: أترى يا أمير المؤمنين أن مسيرنا إلى الشام كان بقضاء الله وقدره؟ فقال عليه السلام: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما علونا تلعة ولا هبطنا واديا إلا بقضاء الله وقدره.فقال الشيخ: عند الله أحتسب عنائي ما أرى لي من الأجر شيئا،فقال علي عليه السلام: مه أيها الشيخ لعلك ظننت قضاء لازما وقدرا حتما، لو كان ذلك كذلك لبطل الثواب والعقاب وسقط الأمر والنهي،ولما كانت محمدة من الله لمحسن،ولا مذمة (من الله) لمسيء،ولما كان المحسن بثواب الإحسان أولى من المسيء،ولما كان المسيئ (بعقوبة المذنب) أولى من المحسن، فتلك مقالة عبدة الأوثان وجنود الشيطان وخصماء الرحمان وشهود الزور وأهل العمى في الأمور قدرية هذه الأمة ومجوسها،إن الله تعالى أمر تخييرا،ونهى تحذيرا،وكلف يسيرا،لم يعص مغلوبا،ولم يطع مكرها،ولم يرسل الرسل عبثا،ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار.قال الشيخ: فما القضاء والقدر اللذان ما سرنا إلا بهما؟ فقال علي عليه السلام: الأمر من الله والحكم ثم تلا قوله تعالى{وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه} فنهض الشيخ مسرورا وأنشأ يقول:
أنت الإمام الذي نرجوا بطاعته يوم النشور من الرحمان رضوانا
أوضحت من ديننا ما كان ملتبسا جازاك ربك عنا فيه إحسانا
نفسي الفدا لخير الناس كلهم بعد النبي علي الحبر مولانا
نفى الشكوك مقال منك متضح وزاد ذا العلم والإيمان إيمانا
فليس معذرة في فعل فاحشة يوما لفاعلها ظلما وعدوانا كلا ولا قائل ناهيه أوقعه فيها عبدت إذن يا قوم شيطانا
পৃষ্ঠা ১৪৯