وهو من فرائض الوضوء، والدليل قوله تعالى: { فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق }. واختلفوا في إدخال المرافق في الغسل، والأصل في اختلافهم الاشتراك الذي في حرف إلى في كلام العرب، وذلك أن حرف إلى في كلام العرب مرة يدل على الغاية، ومرة يكون بمعنى مع، وهو بمعنى مع([63]) هاهنا. والدليل أنا رأينا المحدودات على ضربين حد من جنس المحدود حده يدخل فيه، كقوله تعالى: { ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم }([64]). ومحدود إلى غير جنسه حده لا يدخل فيه، كقوله تعالى: { ثم أتموا الصيام إلى الليل }([65]) فذلك حد وانتهاء، وكذلك قوله تعالى: { يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا }([66]) وكان المرافقان من جنس المحدود، ولذلك وجب أن يدخلا في الغسل، ويبدأ بغسل يده اليمنى بظاهرها من الكف إلى المرفق([67])، ثم بباطنها من الكف إلى المرفق، ثم يجمعهما بالغسل ثم الشمال يبدأ بباطنها من الكف إلى المرفق، ثم بظاهرها كذلك، ثم يجمعهما بالغسل لأنه لما أمر بتقديم اليمين على الشمال أمر بتقديم الجانب الأيمن على الجانب الشمال من اليدين جميعا قياسا والله أعلم، ويخلل أصابعه([68]) في الوضوء، الدليل ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خللوا بين أصابعكم في الوضوء قبل أن تخلل بمسامير من نار ) ([69]).
পৃষ্ঠা ৫৫