147

فقال: قد تم يومنا والحمدلله، لا كما يقول العامة، وسنصلها بليلتنا. فشرب ليله كله. فلما تنفس السحر وأنشق، شربت حبابة قدحا. وتناولت بعده حبات رمان، فشرقت فماتت، وكان يزيد مولعا بها، شديد المحبة لها، فمنع من دفنها حتى أنتنت، ثم أمر أن تدفن بعد أن لآمه أولياءه وتبع جنازتها، وهو يقول:

فإن تسل عنك النفس أو ترد الضنا .... فبالياس تسلو عنك لا بالتجلد

وكل خليل راءني فهو قائل .... من أجلك هذا هامة اليوم أو غد

ثم انصرف ودخل قصره، فأخرج بعد ثمانية عشر يوما على جنازته.

فقال بعض الشعراء في ذلك:

يا راقد الليل مسرورا بأوله .... إن الحوادث قد يطرقن أسحارا

عادت ترابا أكف الملهيات وقد .... كانت تحرك عيدانا وأوتارا

* لمحمد بن يزيد:

من أحسن الظن بالليالي زلت به للهلاك نعل

* لأبي العتاهية:

رويدك يا ذا القصر في شرفاته .... فإنك عنه مستحث ومزعج

تذكر ولا تنسى المعاد ولا تكن .... كأنك في الدنيا مخلى وممرج

* محمد بن عبد الله بن طاهر: في قصره على دجلة وقد مدت دجلة مدا شديدا، فإذا بحشيش على رأس الماء في وسطه قصبة على رأسها رقعة فلما رآها مقبلة.قال: خذوا القصبة. فأتي بها، فإذا في الرقعة مكتوب:

تاه الأعيرج وأستعلى به البطر .... فقل له خير ما استعملته الحذر

أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت .... ولم تخف سوء ما يأتي به القدر

وسالمتك الليالي فاغتررت بها .... وحين تصفو الليالي تحدث الغير

فما انتفع بيومه ذلك.

পৃষ্ঠা ১৭৯