يقتضي بظاهره وجودا قبل هذا الوجود، وهو العرش والماء، وزمانا قبل هذا الزمان - أعني المقترن بصورة هذا الوجود الذي هو عدد حركة الفلك. وقوله تعالى:
يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات
يقتضي أيضا وجودا ثانيا بعد هذا الوجود، وقوله تعالى:
ثم استوى إلى السماء وهي دخان
يقتضي بظاهره أن السماء خلقت من شيء.
والمتكلمون ليسوا في قولهم أيضا في العالم على ظاهر الشرع بل متأولون؛ فإنه ليس في الشرع أن الله كان موجودا مع العدم المحض، ولا يوجد هذا فيه نصا أبدا، فكيف يتصور في تأويل المتكلمين في هذه الآيات أن الإجماع منعقد عليه ...»
5
وقد تناول الغزالي هذه المسألة في تهافت الفلاسفة، فقال إن وجود الزمان قبل وجود العالم غير لازم، «ولو كان الله ولا عيسى مثلا، ثم كان الله وعيسى لم يتضمن اللفظ إلا وجود ذات وعدم ذات، ثم وجود ذاتين، وليس من ضرورة ذلك تقدير شيء ثالث وهو الزمان».
فأجابه ابن رشد، فقال: «صحيح، إلا أنه يجب أن يكون تأخره عنه ليس تأخرا زمانيا.»
إلى أن قال: «وهذا كله ليس يبين هاهنا ببرهان، وإنما الذي يتبين هاهنا أن المعاندة غير صحيحة.»
অজানা পৃষ্ঠা