نقول: هذا لا شك من المحاسن الكبرى للشيخ، وقد ذكرناها في المقدمة، ولن ينساها له المخلصون من الناس، فربما لولا دعوته وقتاله لسكان الجزيرة(1) لما توحدوا من الخليج إلى البحر الأحمر، ومن جنوب الشام إلى اليمن، لكن (جمال النتيجة لا يعني صحة المقدمات)، فالنتائج قد تكون جميلة مع بنائها على مقدمات ناقصة -وهذا يعرفه أهل المنطق وغيرهم-.
فثورة الخميني مثلا كانت نتيجتها جميلة من إزالة العلمانية التغريبية من دولة إيران، لكن هذه النتيجة لا يعني عدم نقد الخميني ومغالاته، وكذلك لو قام أحد الخوارج وكون دولة فإن حسن النتيجة لا يعني صحة المنطلقات.
وهذا أيضا مثلما لو قام أحد الحكام بقتل السارق بدلا من قطع يده، فلا بد أن تقل السرقة وعندئذ يأتي المثني على هذا الحاكم ليصف النتيجة الجميلة من قلة السرقة أو انعدامها...!! ولكن فعل الحاكم هنا كان خلاف النصوص الشرعية، ولا بد يوما ما أن يكون لفعله هذا آثار سلبية، لأن شريعة الله كاملة وليس فيها حكم شرعي إلا وهو وسط بين تطرفين.
وكذلك لو قام أحد الحكام بقطع يد كل من قطع إشارة المرور أو تجاوز السرعة القانونية!! فلا بد أن ينضبط المرور وتنعدم الوفيات! في درجة تعجب منها الدول المتحضرة! ويأتي من يثني على نتائج هذا القرار!! وأنه كان قرارا حكيما وأن الوفيات انخفضت من ستة آلاف في السنة إلى (15) وفاة فقط!! وقل عدد الجرحى والمعاقين من مائة ألف في السنة إلى 86 حالة فقط!!
পৃষ্ঠা ৫১