وهذا أمر في غاية التكفير والخطورة لأن العالم الإسلامي فيه هذه البدع والخرافات من زمن طويل، وفيه العلماء المتأولون والعوام الجهلة ولكن لا يجوز لنا أن نقول بكفرهم، فالذين أدركهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله هم المسلمون أنفسهم الذين تباكينا عليهم من هجمات الصليبيين في الشام، وغزو المغول في المشرق، واضطهاد الفرنجة في الأندلس... أما على كلام الشيخ رحمه الله فلا داعي للبكاء لأن هؤلاء مشركون متبعون غير دين الإسلام فلماذا البكاء؟! وهذا التكفير لم يكن يوجد عند الشيخ ابن تيمية -مع أخطاء وقع فيها- فقد كان ابن تيمية في زمن يشبه زمن الشيخ محمد من انتشار الجهل عند العوام وضعف العلماء في دعوة الناس إلى التوحيد الصافي؛ لكن ضعف هؤلاء وجهل هؤلاء لا يبيح لنا إلا وصفهم بالتقصير والجهل والإثم ويكفي ، أما أن نطلق عليهم الكفر؛ فالتكفير أمره عظيم وإخراج هذه الشعوب من دين الله أمره أشد وأعظم.
بل إن بقايا الخوارج أنفسهم في الأزمنة المتأخرة لا أظن أنهم كفروا العوام أو استحلوا دماءهم، كما فعل الشيخ رحمه الله وأتباعه -بفتاوى منه- في العلماء والعوام.
فسامحه الله وغفر له فقد زرع خيرا كثيرا لكن شابه شيء من الشر بدافع الحماس، فأما الخير فقضاؤه على كثير من البدع والخرافات لكنه بالغ حتى وصل للغلو المذموم.
وبعض الأخوة يقول: كيف ننقد منهج الشيخ وبفضله -بعد فضل الله- كان هذا الوطن الإسلامي الكبير؟!.
পৃষ্ঠা ৫০