ثانيا: هذه المقولة من قصر التصحيح على بعض الناس باطلة؛ وقد رددها كفار قريش بقولهم (وقالوا: لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم)، فقد كان الذي منع كثيرا من الكفار عن الهداية أنهم لم يرتضوا البيت الهاشمي للنبوة! وكانوا يريدون أن تظهر في بيوتات أخرى (مؤتمنة على مصالح قريش!) لكن الله عز وجل لم يستجب لهم فالله (أعلم حيث يجعل رسالته).
وكل المصلحين على مر التاريخ يواجهون هذه الشبهة؛ مع أن الحق وقوله فرض على كل مسلم، وليس مختصا بفئة من الناس، ولا منطقة من المناطق، ولا أظن عاقلا متدينا من طلبة العلم يرى هذا الرأي( الجاهلي)؛ الذي بعث بنقضه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، قبل أن يقوم بنقده الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه المشهور (مسائل أهل الجاهلية).
ثالثا: النيات علمها بيد الله عز وجل وكم من شخص يؤتمن فيخون، وكم من آخر يظن به الظنون وهو خير للإسلام من ألف من أمثال الرجل المؤتمن، وعلى هذا فلنترك البحث في النيات لله، وننظر في الأدلة وأيها أقرب لكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم).
رابعا: المؤتمنون ما زالوا ساكتين! وإلى الآن لم يبينوا الأخطاء التي وقع فيها بعض علماء الدعوة؛ حتى اغتر بتلك الأخطاء بعض الشباب والحركات التي تتسرع في التكفير وترمي به الأبرياء، ولا أريد ضرب الأمثلة، فهي واضحة للجميع، ولا أظن (المؤتمنين) سيتركوننا لبيان الحق، فضلا عن المشاركة في ذلك، لأن مصلحتهم - لا مصلحة الإسلام- تقتضي المعارضة لكل ناصح، والتشكيك في نيته ومنهجه، وما زالوا بحاجة لجهاد نفس ووقت أطول حتى يصلوا هذه المرحلة التي نراها ضرورية في هذا الزمن أكثر من أي وقت مضى.
পৃষ্ঠা ১৭