118

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

حصول المأمول بشرح مختصر الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم

প্রকাশক

نادي المدينة المنورة الأدبي

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٤٠ هـ - ٢٠١٩ م

জনগুলি

تحسُّس أَخبار العير:
قال المصنف: «ولم يكن معه مِنْ الخيلِ سوَى فرسِ الزُّبير، وفرسِ المقدادِ بنِ الأسودِ، ومنَ الإِبلِ سبعونَ بعيرًا، يعتقب (^١) الرجلان والثلاثةُ فأكثرُ على البعيرِ الواحدِ. فرسُولُ الله ﷺ وعليٌّ ومَرْثَد بنُ أبي مَرْثَدٍ الغَنوي يعتقبون بعيرًا.
وسارَ ﷺ فلما قَرُبَ من الصفراء (^٢) بَعَثَ بَسْبَسَ بنَ عمرٍو الجهني وعَديَّ بن أبي الزَّغباء الجهنيّ إلى بدرٍ يتحسَّسَانِ أخبارَ العيرِ.
وأما أبو سفيان فإنه بلغَه مخرجُ رسُولِ الله ﷺ وقصدُهُ إيَّاه، فاستأجر ضَمْضَمَ بن عمرو الغفاريَّ إلى مكة مستصرخًا لقريشٍ بالنفيرِ إلى عيرِهم ليمنعوه من محمد وأصحابه. وبلغَ الصريخُ أهلَ مكة، فنهضوا مسرعين، وأوعبوا (^٣) في الخروج، ولم يتخلَّف من أشرافهم أحدٌ سِوَى أبي لهبٍ، فإنه عوَّض عنه رجلًا كان له عليه دين.
وخرجوا من ديارهم كما قال الله ﷿: ﴿بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الأنفال: ٤٧]. وأقبلوا في تحمّلٍ وحَنَقٍ عظيمٍ على رسُولِ الله ﷺ وأصحابِه. فجمعهم الله على غير ميعادٍ؛ لما أراد في ذلك من الحكمةِ كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِن لِّيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا﴾ [الأنفال: ٤٢]».
الكلام عليه من وجوه:
١ - في قلة أعداد إبل المسلمين وخيلهم دليل على ما كانوا عليه وقتها من

(^١) يتعاقب عليها.
(^٢) الصفراء: واد وقرية بين المدينة وبدر، وتسمى القرية اليوم: الواسطة.
(^٣) خرجوا كلهم.

1 / 134