والأسناخ: جمع سنخ، وهو الأصل، من كل شيء، ومعنى أكدى: قصر ونقص في هذا الموضع، وتكون في موضع آخر بمعنى زاد، وهو من الاضداد.
وسراة القوم: أشرافهم.
والمراد ببياض سربال طباخه: أنه قليل الطبخ، فسر باله نقي لا سواد فيه، وهو ضد قول مسكين الدارمي.
كأنْ قدورَ قومي كلَّ يوم ... قبابُ التُّرك مُلبَسةُ الجلال
كأَنَّ الموقدين لها جِمَالٌ ... طَلاَها الزِّفت والقطرانُ طَاليِ
بأيدهم مَغارِفُ مِن حَدِيدٍ ... يشَبهُها فُقَيَّرةُ الدَوَالِي
الفقيرة: البئر التي يجري فيها الماء من غيرها.
وأنشد أبو القاسم في هذا الباب:
جارية في دِرْعها الفَضْفاضِ ... أبيضُ من أُختِ بَنِي إِباضِ
هذا الشعر: لا أعلم قائله، وقد وجدت ابن الأعرابي أنشده في نوادره:
يا ليتني مثلك في البياض ... أبْيض مِنْ أخت بني إباضِ
جارية في رمضان الماضي ... تقطع الحديث بالإيماض
وفسر قوله: تقطع الحديث بالإيماض، فقال: إذا أومضت تركوا حديثهم ونظروا إليها من حسنها؟ وقوله: في رمضان الماضي: كان جمعهم الربيع في ذلك الوقت، والإيماض ما يبدوا من بياض أسنانها عند الضحك والابتسام، وشبه بوميض البرق، وقد بين ذلك ذو الرمة بقوله:
وتبسم لَمحَ البرْق عَنْ مُتوضَّخٍ ... كلَوْنِ الأقَاحِي شاقَ ألوَانُه القَطْرُ
وقال آخر:
كان وميض البرق بيني وبينها ... إِذَا حَانَ من بَيْنِ البيوتِ ابتسامُها
وزاد غير ابن الأعرابي:
مثل العزال زُيَّن بالخَضاضِ ... قبَّاء ذات كَفَلٍ رَضرَاضِ
ودرع: المرأة قميصها، والفضفاض: الطويل الكامل.
وبنو إباض: قوم، والخضاض: اليسير من الحلي، وقيل: هو نوع منه، قال الشاعر:
وإنْ أشرَقَتْ مِنْ كَّفةِ السِّتر عَاطِلا ... لَقُلْتَ: غَزَالٌ مَا عَليْه خَضَاضُ
والقباء: الضامرة البطن، والرضراض: الكثيرة اللحم.
وأنشد أبو القاسم - رحمه الله تعالى - في باب: حبذا:
يا حَبَّذا جَبلُ الرَّيان مِن جبلٍ ... وحَبذَا ساكنُ الرَّيانِ مِنْ كانَا
هذا البيت: لجرير بن الخطفي، وقد ذكرنا اشتقاق اسمه فيما مضى من الكتاب.
وهو من قصيدة يهجو فيها الأخطل، ويعد هذا البيت:
وحبذا نفَحاتٌ من يمانية ... تأتيك من قِبَل الرَّيان أحيانًا
هبت جنوبا بذكري ما ذكرتكم ... عند الصَّفاةِ التي شَرقِيّ حَوْرانًا
وقوله: يا حبذا يحتمل أن تكون يا نداء، والمنادى محذوف، كأنه قال: يا قوم حبذا جبل الريان.
ويحتمل أن تكون استفتاح كلام، وهو قول الأصمعي، ونحوه قول الراجز:
يا لعنةَ الله عَلى أهْل الرّقم
أهل الوَقِيرِ والحمير والخُزُم
وقوله: من جبل في موضع نصب على التمييز، والعامل فيه الجملة المتقدمة كما قال الآخر:
يا فارسًا ما أنت من فارس ... موطإ الاكناف رحب الذراع
كأنه قال: هو حبيب إلى من بين الجبال، أو أخصه بمحبتي من بين الجبال، كذا قال الكسائي والفراء ونفحات: جمع نفحة، من قولك: نفحت الريح، إذا هبت.
ويعنى باليمانية: الجنوب؛ لأنها تهب من قبل اليمن، وقد أوضح ذلك بقوله: هبت جنوبا.
وروى سيبويه: هبت جنوبا فذكرى ما ذكرتكم، ومعناه: قد ذكرتكم ذكرى؟؟! وما: زائدة، وحوران: جبل، ومن في موضع نصب على خبر كان، واسمها مضمر فيها؛ كأنه قال، أي شيء كان؟ وأنشد أبو القاسم في باب الفاعلين، والمفعولين الذين بفعل كل واحد منهما بصاحبه مثل ما يفعل الآخر:
ولكنّ نِصْفًا لو سَبَبتُ وسَّبنيِ ... بنو عبد شمس من مناف وهاشم
هذا البيت: للفرزدق، وهو من شعر يهاجي به جرير بن الخطفي. وقبله:
وإنّ حَرامًا أنْ أَسُبَّ مُقاعِسًا ... بآبأِئيَ الشُّمِّ الكرامِ الخضارمِ
وإن نصفًا لو سبَبْتُ وسّبنِي ... بنو عبد شمس من مناف وهاشمِ
أولئك آبائي فجئْني بمثلهم ... وأعْبدُ أن تُهجا كليبٌ بدارِمِ
1 / 23