لا إله إلا اله الحمد لله الذي كلما أدرك بالحواس أو من شأنه أن يدرك مما وجد أو فرض أو حواه الفهم والخاطر فهو بخلافه. جاء الأثر بهذا، وكذا اجتمع سبعون عالما من بني إسرائيل ليدركوا الله وكل واحد يعرف سبعين لغة فسمع بهم عالم من بني إسرائيل يعرف سبعا وسبعين لغة فجاءهم فقال: فيم أنتم؟ فقالوا: نريد أن ندرك <ج1/ 19> الله تعالى فقال: هل أدركتموه؟ فقالوا: لا، وجدنا أنفسنا لا ندرك إلا مخلوقا، ولا نعرفه إلا بتحقيق الإيمان بالغيب، فقال: الآن عرفتم ربكم. وسأل عالم سبعمائة عالم عن التوحيد فلم يجبه أحد بما يقنعه، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: كل ما حواه الفهم وخطر بالبال فالله بخلاف ذلك.
لا إله إلا الله الحمد له الذي احتجب عن خلقه لا بحجاب إذ الحجاب من خلقه بل بمنعه إياهم عن مشاهدته.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي هو الواحد في صفاته كالقدم والبقاء وعلمه وقدرته في أفعاله كالإنشاء والإحياء والإماتة والبعث والرزق في الذات، لا يوصف بجزء ولا بكل ولا ببسط ولا تركيب وفي استحقاق الطاعة والعبادة.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي ما استحال من صفاته بحسب المعنى اللغوي حمل على سلب معنى ضدها أو على لازم المعنى، كحياته جل جلاله بمعنى نفي الموت لا حقيقة الروح والإحساس حاشا لله وجل الله، أو بمعنى القدرة والعلم ونحوه مما شأنه أن يكون للحي منا جل الله عن وصفنا. وكالتكلم بمعنى نفي الخرس عنه سبحانه وتعالى، لا بمعنى النطق أو بمعنى التبيين، فإن من لازم الكلام في الجملة البيان وقد بين الله جل جلاله لنا الغيب والحلال والحرام والفرائض. وكالرحمة بمعنى إنعامه على خلقه وعفوه فإنهما من لوازم الخلق المتصفين بالرحمة بمعنى رقة القلب تعالى الله عن القلب ورقته أو رحمته بمعنى نفي القسوة عنه فلا يعذب من لا يستحق التعذيب.
পৃষ্ঠা ৬