لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا تعلل أفعاله بالأغراض؛ لأن التعليل بما يلزم احتياجه تعالى استكمالا بها، سبحانه عن ذلك ومع ذلك يجوز قطعا ما على صيغة <ج1/ 18> التعليل بها على معنى آخر هو ذكر الحكمة واللياقة مثل قوله تعالى: {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون} [سورة الذاريات: 56] أي خلقتم وأمرتهم بالعبادة واللائق بهم العبادة والأمر بها حكمة، وعبد من عبد وعصى من عصى، وكلاها بعلم الله وقضائه وإرادته ومشيئته.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي علم نفسه ولا يقال أراد نفسه؛ لأنه يوجب الحدث، مع أن ما لم يوجد لا يتصف بالإرادة. ولا لم يرد نفسه؛ لأنه يوجب الاضطرار.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا يشاركه مخلوق في صفة ولو اتفق اللفظ، فالله موجود لا بعد عدم ولا بموجد ولا بزمان أو بمكان أو شيء، ولا بمبق بعد إيجاد، ولا عرض ولا جسم، وأنت موجود بخلافه في ذلك كله وبعد أن أوجدك أبقاك، ولو أسقط إبقاءك لفنيت كلك ولم يبق منك شيء، وإن أراد أبقى بعضك وأفنى البعض. والله عالم، أي بالذات بلا أول ولا آخر ولا جهل له في شيء تعالى، وأنت عالم بتعلم مع جهل وهكذا ... ومقتضى ذلك أن لا يفعل التفضيل بينه وبين خلقه لكنه فعل، تقول: الله أعلم منا فإن حقيقة التفضيل اشتراك متعددين في شيء واحد مع زيادة أحدها على الآخر على معنى أنه في علمه أعظم منا في علمنا وهذا في التخالف كقولك أنت في قيامك أفضل من عمرو في ركوبه وأعظم من ذلك، كقولك: الخل أمر من العسل والعسل أحلى من الخل بمعنى أنه أشد في مرارته من العسل في حلاوته، أو أن العسل في حلاوته أشد من الخل في مرارته، أيما كان من ذلك فقله.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي إنما نعرفه بجهلنا إياه إذ كلما قيل: هو كذا من جسم أو عرض أو جوهر كان خطأ، إذ لا ندرك ذاته عز وجل.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا نعرفه إلا بكونه شيئا لا كالأشياء وبصفاته وأفعاله.
পৃষ্ঠা ৫