23

كيفية دعوة أهل الكتاب إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

كيفية دعوة أهل الكتاب إلى الله تعالى في ضوء الكتاب والسنة

প্রকাশক

مطبعة سفير

প্রকাশনার স্থান

الرياض

জনগুলি

وقد بيَّن اللَّه ﷿ أن أهل الكتاب يعلمون أن ما جاء به محمد ﷺ هو الحق، لما يجدونه في كتبهم من نعته ﷺ وأمته، وما شرفه اللَّه به من الشريعة الكاملة (١)، قال سبحانه: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ﴾ (٢)، ﴿يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ (٣). ومن رحمة اللَّه - تعالى - بهم وكرمه أنه عندما ذكر ما فعلوه من العظائم دعاهم إلى التوبة، فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم مِّن قَبْلِ أَن نَّطْمِسَ وُجُوهًا فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا﴾ (٤)، فلو آمنوا باللَّه وملائكته وجميع كتبه ورسله لكفَّر عنهم

(١) تفسير ابن كثير، ١/ ١٩٤. (٢) سورة البقرة، الآية: ١٤٤. (٣) سورة آل عمران، الآية: ٧١، وانظر: آل عمران، الآيتان: ٩٨ - ٩٩. (٤) سورة النساء، الآية: ٤٧.

1 / 24