فهذه الأمور وامثالها مما يجعلنا نتشائم من مستقبل الدين ونوجس خيفة من انتشار نزعة الزندقة والالحاد في كافة الأوساط الإسلامية عاجلا وآجلا فهنالك الخراب وهنالك الدمار.
وقد تفطن لهذا الخطر الداهم بعض اقطاب الاسلام في الشرق فعقدوا له الجمعيات وأسسوا المدارس وأنشأوا الجرائد والمجلات في جاوى والهند والحجاز والعراق والشام ومصر وتونس والجزائر لمقاومة ذلك الداء الفتاك وتصفية دم الاسلام الطاهر النقي من تلك الجراثيم السامة فجاهدوا في هذا السبيل حق الجهاد واوذوا في اثنائه من اخصامهم الالداء باذايات تلقوها بصبر ورباطة جأش شأن كل مسلم مخلص لدينه من كل متمرد عنيد عن الاسلام في كل زمان ومكان.
يجب على كل إنسان يجري في عروقه دم الإسلام ان يحسب لتلك النزعات حسابها وان يتخذ لها الوقايات اللازمة مخافة ان تسري في دمه أو دم وسطه فتعفنه وتفسده وتترك به مرضا عضالا ساريا بالتوارث الى الأعقاب وأعقاب الأعقاب فيخسر هو ومن بعده السعادتين ويبؤ بالغبنين فها نحن أولا نضم صوتنا الى صوت اخواننا في الشرق ونتعاون على البر والتقوى راجين من الله المدد والتوفيق على ما فيه الذود عن كرامة الإسلام واعلاء كلمة الله وموعدنا مع القارئ الكريم في العدد الاتي وكل آت قريب.
الفصل الثاني
التوحيد
لا يخفى ان وحدة النظام في العوالم العلوية والسفلية وما فيها من الكائنات تستلزم وحدة خالقها ومدبرها ومسيرها لأنه لو كان له شريك فيها وكانا متكافئ القوى لاقتضت ارادة كل واحد خلاف ما اقتضته ارادة الاخر فيختل نظام الكون وتصطك العوالم وهذا لم يقع.
((لو كان فيهما ءالهة إلا الله لفسدتا ))
(سورة الأنبياء آية 22)
ولكنهما لم تفسدا . فلم يكن فيهما اذا آلهة وانما هو الاه واحد وعلى هذه القاعدة تنبني حكمة مشروعية التوحيد وإليك البيان .
পৃষ্ঠা ৪