হাঁস আন্ডেরসেনের সাহিত্য মজমু: প্রথম সংকলন
حكايات هانس أندرسن الخيالية: المجموعة الأولى
জনগুলি
وإذا بالصبح قد طلع فجأة، فبهتت أضواء المصابيح، وبزغت الشمس، وتلاشت أشباح المباني، وأخيرا بقي برج عال واحد كعلامة للمنطقة التي كانت تقوم فيها القلعة الملكية. فقد تقلصت البلدة الشاسعة إلى بلدة فقيرة صغيرة بسيطة. وقال التلاميذ، وهم خارجون من المدرسة حاملين تحت أذرعهم كتب الجغرافيا: «ألفان من السكان»؛ لكن هذا كان محض تفاخر؛ فلم يكن بالبلدة هذا العدد مطلقا.
كان تاك الصغير في فراشه؛ ولم يدر ما إذا كان ما قد شهده حلما أم لا، لكنه وجد على مقربة منه شخصا آخر مجددا.
صاح صوت: «يا تاك الصغير! يا تاك الصغير!» كان صوت بحار صغير. وأضاف: «لقد جئت حاملا إليك السلام من كورسر. كورسر بلدة جديدة، بلدة نابضة بالحياة، بها البواخر وعربات البريد. كان الناس في الماضي يقولون إنها مكان حقير وقبيح، لكنهم لم يعودوا يقولون هذا.
تقول كورسر عن نفسها: «أقع على ساحل البحر؛ ولدي طرق واسعة وحدائق ترفيهية عامة؛ وأنجبت شاعرا، شاعرا ساخرا، وهو أفضل من سائر الشعراء. فكرت ذات مرة في إرسال سفينة لتطوف حول العالم بأسره؛ لكنني لم أفعل، رغم أنني كنت أستطيع. أستمتع كثيرا بمكاني قرب الميناء؛ وتفوح مني رائحة العطور، إذ تتفتح حولي أجمل أنواع الورود، قريبا من بواباتي».»
وكان باستطاعة تاك الصغير أن يشتم رائحة الورود وأن يراها وأوراقها الخضراء النضرة. لكنها اختفت في لحظة؛ إذ انتشرت الأوراق الخضراء وتكاثفت، انبثقت أجمة رائعة فوق مياه الخليج المتلألئة، وقام فوق الأجمة برجان عاليان لكنيسة مهيبة قديمة. من جانب التل المغطى بالحشائش تدفقت ينابيع جرت فيها المياه بألوان قوس قزح، وتصاعد منها صوت موسيقي مرح، وجلس بالقرب منها ملك يضع على شعره الداكن الطويل تاجا ذهبيا. كان هذا هو الملك هرور ملك الينابيع؛ وقريبا من هناك كانت توجد بلدة روسكيلا (التي تعني «ينابيع هرور»). وأعلى التل، على طريق واسع، ذهب كل ملوك الدنمارك وملكاتها، مرتدين تيجانا ذهبية؛ ودخلوا الكنيسة يدا بيد، وامتزجت موسيقى الأرغن العميقة مع خرير الينابيع الصافي؛ إذ كان يرقد في هذه الكنيسة الجميلة كل ملوك الدنمارك وملكاتها تقريبا. وقد شاهد تاك الصغير وسمع كل ذلك.
قال الملك هرور: «لا تنس البلدات.»
ثم اختفى كل شيء، إلا أنه لم يعرف أين ذهب. بدا الأمر شبيها بتقليب صفحات في كتاب.
بعد ذلك وقفت أمامه فلاحة عجوز من سورو، البلدة الهادئة الصغيرة التي تنمو فيها الحشائش في موقع السوق. وكان مئزرها من الكتان الأخضر مسدلا على رأسها وظهرها، وكان مبتلا جدا، كأن الأمطار كانت تهطل بغزارة.
قالت له السيدة: «وهذا ما حدث.» ثم حكت الكثير جدا من الحكايات الشيقة من مسرحيات هولبيرج الكوميدية، وألقت قصائد غنائية عن فالديمار وأبسالون؛ فقد أقام هولبيرج أكاديمية في بلدتها.
وفجأة جثمت وهزت رأسها كأنها ضفدعة على وشك القفز. ثم صاحت: «كواك! الجو ممطر، إنه ممطر دائما، ويخيم السكون على سورو مثل القبر.» ثم تحولت إلى ضفدعة. صاحت: «كواك!» ثم تحولت إلى سيدة عجوز مرة أخرى، وقالت: «لا بد أن يرتدي المرء من الملابس ما يناسب الطقس.»
অজানা পৃষ্ঠা