একটি গল্প যার শুরু বা শেষ নেই
حكاية بلا بداية ولا نهاية
জনগুলি
2
جلس على الديوان تحت النجفة يرنو إلى الحديقة بعينين نصف مغمضتين. إلى جانبه استكنت العمامة فبدا شعره الأسود غزيرا مفروقا بعناية لم يتطرق إليه أثر لشيب. ومن الحارة ترامت نداءات باعة الصباح مترنمة. وفي الحديقة تألقت أوراق التوت والحناء والأعناب تحت دفقات حارة من أشعة الشمس. استغرق في تأملات حتى انتبه على حفيف ثوب. نظر نحو جارية سوداء طاعنة في السن جدت في البحث عنه بعينين عمشاوين .. ناداها برقة: أم هاني.
اتجه وجهها النحيل الضامر نحو الصوت ثم همست: امرأة تريد مقابلتك.
جاءت امرأة في أواسط العمر، صافية السمرة، تعكس عيناها السوداوان نظرة جادة متجهمة تستقر في أعماقها كآبة ثابتة. لبس العمامة ووقف في دهشة أوشكت أن تكون انزعاجا لولا نجاحه في ضبط مشاعره. قال: زينب .. أهلا .. تفضلي.
مد لها يده فصافحته بعد تردد ودون أن يند عن وجهها أي تعبير إنساني. - كيف حالك، أهلا أهلا، تفضلي بالجلوس.
جلست على مقعد قريب من الديوان. ظل واقفا وهو ينعم فيها النظر ثم قال: لم أرك منذ عمر طويل، عمر طويل حقا، ولكني تابعت نجاحك بإعجاب.
قالت بلهجة قاطعة في التركيز على الهدف الذي جاءت من أجله: أرجع إلي أخي!
حدق فيها متسائلا وقال: ماذا عن أخيك؟ لقد اجتمعت به مع بعض زملائه في هذا المكان منذ أيام قلائل.
لازمت الصمت كأنها لم تسمع شيئا فواصل حديثه: دعوتهم بعد أن بلغني عنهم ما بلغني، لا شك أنك سمعت بما يقال، وتناقشنا طويلا، والتزمت في حديثي معهم بالرفق والسماحة وسعة الصدر، ولم أضن عليهم بالنصح الرشيد.
فقالت دون أدنى تأثر بكلامه: أرجعه إلي من فضلك! - ماذا تعنين؟ - أنت تعرف ما أعنيه تماما. - صدقيني ...
অজানা পৃষ্ঠা