العلقة الوضعية بنحو الواجب المشروط ، كما لعله صريح كلامه في بحث المشتق.
توضيحه أن الوضع سواء كان حقيقته الاعتبار أو التعهد والبناء كما يمكن بنحو الإطلاق بأن اعتبر لفظا خاصا وجودا تنزيليا لمعنى خاص على الإطلاق مثلا ، أو التزم بأنه متى أراد ذلك المعنى أتى بهذا اللفظ ، كذلك يمكن الوضع على تقدير خاص بأن يلتزم تفهيم معنى خاص من لفظ خاص في يوم الجمعة فقط ، فإذا كان التزامه بذلك مقيدا بيوم الجمعة فقط فليس لأحد أن يحمل كلامه هذا بعينه إذا أتى به يوم الخميس على ذلك المعنى بعينه ، وحينئذ إن كان بناء الواضع على تفهيم معنى الابتداء بلفظة «من» على تقدير خاص وتفهيم معنى الابتداء بلفظ «ابتداء» على تقدير آخر بأن قال : إذا لاحظت معنى الابتداء مستقلا وأردت تفهيم معنى الابتداء ، اجعل مبرزه لفظ «ابتداء» وإذا لاحظته آلة وحالة للغير وأردت تفهيم معنى الابتداء ، اجعل مبرزه لفظة «من» فعلى ذلك «ابتداء» و «من» كلاهما موضوعان لشيء واحد ، وهو تفهيم معنى الابتداء لكن مع ذلك لا يصح استعمال أحدهما مكان الآخر ، لأن الأول وضع لتفهيم معنى الابتداء عند لحاظه استقلالا ، والثاني عند لحاظه لا كذلك ، بل آلة وحالة للغير.
ومن ذلك ظهر أن المراد من الاستقلال وعدمه هو لحاظ المعنى استقلالا في مقابل لحاظه آلة وحالة ، فلا يلزم أن يكون
পৃষ্ঠা ৩৮