وغرض الوضع ، فالعمود مثلا موضوع ، والمكان المخصوص موضوع عليه ، وغرض الوضع كون هذا المكان رأس الفرسخ ، وغرض الوضع في الألفاظ نفس المعنى ، فالمعنى موضوع له لا موضوع عليه.
فالتحقيق الذي هو موافق للغة والوجدان وفطري الإنسان والحيوان أن الوضع حقيقة هو البناء والالتزام بأنه متى أراد معنى خاصا أتى بذلك اللفظ ، فهو بمعنى الجعل والتعهد والالتزام ، ومنه وضع القانون ، ونظيره في الأفعال أيضا موجود ، فيجعل فعل خاص كحركة الرأس أو وضع العمامة على الرأس أو رفعها عنه وأمثال ذلك علامة لإرادته شيئا خاصا ، فليس الارتباط والاختصاص بحقيقة الوضع ، كما أفاده صاحب الكفاية (1) بل من شئونه وتوابعه.
ويجري ذلك كله في الوضع الاعتباري أيضا ، فإن اللفظ موضوع والمعنى موضوع عليه وكون المعنى مدلولا عليه هو الموضوع له ، فاتحد الموضوع عليه والموضوع له ، فكما أن المعنى يصدق عليه أنه الموضوع له كذلك يصدق عليه أنه الموضوع عليه سواء اتحد هذان العنوانان أم لا ، وهذا هو المطلب الصحيح. (م).
পৃষ্ঠা ২৭