الحق فيهن، وشهوده في المرأة أقوى وأعلى من شهوده في نفسه، فإن الشهود في المرأة يجمع الأمرين، حيثية كونه فاعلا ومنفعلا، وفي نفسه من حيث ظهور المرأة عنه، يكون شاهدا في فاعل. ويفسر هذا الكلام ما ذكره أولا من قوله: فما نكح سوى عفسه، فهو الناكح - في زعمه الفاسد - وهو المنكوح. إشارة إلى قوله تعالى : ( وخلق منها زوجها) [النساء: من الآية 1] ، فحواء منفعلة عن آدم وآدم من حيثية انفعالها عنه هو كالفاعل فاعل، فإذا شهده في المرأة كان أتم من كونه رآه في صورة هي فاعلة، ثم هو فاعله ناكح وهي منفعلة منكوحة والكل واحد، فما نكح سوى نفسه، وغير ذلك من الخرافات. فانظروا - رحمكم الله تعالى - إلى هذه الخرافات التي لا حقيقة لها إنما حاصلها وهم وخيال، والوهم عنده أعلى من العقل كما بينه عليه فيما تقدم، فمن هذا كلامه وهذا اعتباره، هل يحل لمسلم أن يعتقد فيه أو في ولايته أو يطالع كلامه عن اعتقاد إلا عن استبصار لشبهة. بل على كل مسلم يفهم عنه أن يحذر المسلمين من الوقوع في مزلاته، ويحجز بينهم وبين التردي في أباده وفي مهالكه، فكم قد أهلك هؤلاء من طالب أقاد في ذهنه هذه الخيالات الفاسدة التي تخرج بصاحبها عن الإيمان، ويمرق من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثم ماتوا وهم على هذه العقائد الفاسدة والتوهمات الباطلة ، فرقوا الربوبية وفرقوها في الكائنات كل ممزق.
পৃষ্ঠা ৬৮