صلوات الله عليهم إلى مثل هذه الخرافات، وأنهم كانوا على مذهبهم يتكلمون باصطلاحه من وحدة الوجود بقول موسى عليه السلام لفرعون: العين واحدة، فكيف فرقت ! قال فيقول فرعون: إنما فرقت المراتب، العين ما تفرقت ولا انقسمت في ذاتها. وهذا أيضا يدل على أن فرعون - على زعمه - كان عارفا موحدا يتكلم بلسانه ومعتقده ، حيث كان الحق في رتبته كما ذكره هو أولا. فإلى الله الشكوى وبه المستعان. وفي الكلمة المحمدية: فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاؤه كلها، ولذلك أمره بالاغتسال [منه]، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة، فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بغيره، فطهره بالغسل ليرجع بالنظر إليه، فيمن فنى فيه إذ لا يكون إلا ذلك، فإذا شهد الرجل الحق في المرأة كان شهودا في متفعل، وإذا شاهده في نفسه - من ظهور المرأة عنه - شاهده في فاعل ، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما يكون عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة، فشهود الحق في المرأة أتم وأكمل، لأنه شاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل من نفسه من حيث هو منفعل خاصة، فلهذا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء لكمال شهود الحق فيهن ، إذ لا يشاهد الحق مجردا عن المواد أبدا .
পৃষ্ঠা ৬৭