وليس وجود إلا وجود الحق بصور أحوال ما هي عليه الممكنات في أنفسها وأعيانها فقد علمت من يلتذ ويتألم، وما يعقب كل حال من الأحوال، وبه تسمى عقوبة وعقابا، وهو شائع في الخير والشر، غير أن العرف سماه في الخير. ثوابا [وفي الشر عقابا]، وبهذا سمي أو شرح الدين بالعادة، لأنه عاد عليه ما يقتضيه ويطلبه. قوله: من يلتذ ومن يتألم. يريد أن العارف يعرف أن المتلذذ هو الله، والمتألم هو الله، ويأتي شرحه من نفس كلامه في الكلمة الأيوبية ، ليعرف أنه أراد ذلك حقيقة ، ويكفي بذلك كفرا وزندقة، تعالى الله علوا كبيرا، ويستغنى عن شرح هذا الفصل، فإنه قد سبق في مواضع عدة أشياء إذا فهمت فهم معنى ما قاله هنا، وبالله المستعان. وقال في الكلمة اليوسفية: اعلم أن المقول عليه سوى الحق أو مسمى العالم بالنسبة للحق كالظل إلى الشخص ، فهو ظل الله، فهو عين نسبة الوجود إلى العالم لأن الظل موجود بلا شك في الحس، ولكن إذا كان ثم من يظهر فيه ذلك الظل، حتى لو قدرت عدم من يظهر فيه ذلك الظل كان الظل معقولا غير موجود في الحس، بل يكون في القوة في ذات الشخص المنسوب إليه الظل، فمحل
পৃষ্ঠা ৬০