وقيل: المعنى أنها جزء من علمها؛ لأنها وإن انقطعت فعلمها باق؛ وقيل: المراد أنها تشابهها في صدق الإخبار عن الغيب، وأما تخصيص عدد الأجزاء وتفصيلها فمما لا مطلع لنا عليه، ولا يعلم حقيقته إلا نبي أو ملك، <1/58> وقيل إن مدة الوحي ثلاث وعشرون سنة منها ستة أشهر منام وذلك جزء من ستة وأربعين، ثم قال شيخنا: وهذا عندي من الأحاديث المتشابهة التي نؤمن بها ونكل معناها المراد لقائله صلى الله عليه وسلم، ولا نخوض في تعيين هذا الجزء من هذا العدد ولا في حكمته، خصوصا وقد اختلفت الروايات في كمية العدد كما تقدم، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم". انتهى كلام العلقمي.
قوله: »منها ستة أشهر منام« ظاهره بل صريحه أن ستة الأشهر محسوبة من ثلاث وعشرين سنة، وهو المناسب لجعل المنام جزءا من ستة وأربعين، وفي كلام بعضهم ما يدل على أنها خارجة عن ثلاثة وعشرين حيث قال: معناه عند بعضهم أنه صلى الله عليه وسلم أوحي إليه ثلاثا وعشرين سنة، عشر بالمدينة وثلاث عشرة بمكة، وكان قبل ذلك بستة أشهر يرى في المنام ما يلقيه إليه الملك، وذلك سنة ونصف سنة من ثلاث وعشرين سنة جزء من ستة وأربعين جزءا". انتهى من شرح الرسالة لأبي الحسن.
পৃষ্ঠা ৫৬