وقد روى أبو أمامة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى سبع مرات لمن لم يرني وآمن بي". وفي مسند أبي داود عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون أي الخلق أفضل إيمانا؟ قلنا: الملائكة، <1/47> قال: وحق لهم بل غيرهم، قلنا: الأنبياء، قال: وحق لهم بل غيرهم، ثم قال صلى الله عليه وسلم : "أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني فهم أفضل الخلق إيمانا"، إلى أن قال: فهذه الأحاديث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها في فضل عمل الأمة إلا أهل بدر والحديبية. ومن تدبر هذا الباب بان له الصواب والله يوتي فضله من يشاء، إلى أن قال: والحق ما عليه الجمهور وهو أن فضيلة الصحابة لا يعدلها عمل لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدلالة على أفضلية الصحابة على غيرهم كثيرة متظاهرة لا نطيل بذكرها، إلخ، والله أعلم.
قوله: «ما كان الله ليجمع أمتي على ضلال» استدل به على أن إجماع هذه الأمة حجة في حق أحد من هذه الأمة، وعلى أنها معصومة يعني أنه لا يقع إجماع هذه الأمة على الباطل لا عمدا ولا خطأ. وفي الصحاح والضلال والضلالة ضد الرشاد. والمراد بالأمة من ينعقد الإجماع باتفاقهم كما هو ظاهر، لأن اتفاق غير العلماء لا يكون حجة، وحجته أن اتفاق العلماء لا يتوقف على موافقة غيرهم.
পৃষ্ঠা ৪৬