قال البغوي: روي عن مقسم عن ابن عباس أنه سئل عن قوله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان} [البقرة:185]، وقوله: {إنآ أنزلناه في ليلة القدر} [القدر:1]، وقوله: {إنآ أنزلناه في ليلة مباركة} [الدخان:4] وقد نزل في سائر الشهور وقال تعالى: {وقرءانا فرقناه}[الإسراء:106]، فقال: أنزل الله القرآن من اللوح المحفوظ جملة واحدة في ليلة القدر من شهر رمضان إلى بيت العز في السماء الدنيا، ثم نزل به جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجوما في عشرين سنة فذلك قوله تعالى: {فلآ أقسم بمواقع النجوم} [الواقعة:75]، قال داود بن هند: قلت للشعبي: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرءان} أما كان ينزل في سائر السنة؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا صلى الله عليه وسلم في رمضان ما أنزل إليه، فيحكم الله ما يشاء، ويثبت ما يشاء، وينسخ ما يشاء.
وروي عن أبي داود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنزلت صحف إبراهيم في ثلاث ليال مضين من رمضان"، وروي في أول ليلة من رمضان، وأنزلت توراة موسى في ست ليال مضين من رمضان، وأنزل إنجيل عيسى في ثلاث عشرة مضين من رمضان، وأنزل زبور داود في ثماني عشرة مضت من رمضان، وأنزل الفرقان على محمد صلى الله عليهم أجمعين في الرابعة والعشرين لست بقين بعدها)، انتهى.
পৃষ্ঠা ২৭