وفي الحديث "من تعلم القرآن ثم نسيه إلى آخره"، وذكر في القواعد الخلاف في نسيانه، هل المراد به نسيانه حتى لا يفرزه من الشعر، أو المراد به ترك العمل به وإن كان يقرؤه ظاهرا، وقيل: إذا نسيه بالمرض لا يكون عليه شيء. ثم الظاهر أن المراد بنسيانه حتى لا يفرزه من الشعر نسيان قراءته كما يدل عليه استدلاله وكلامه عقبه حيث قال: وهذا قد ورد فيه الوعيد لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث، إلى أن قال: وقوله عليه السلام: "عرضت علي أو قال نظرت ذنوب أمتي فلم أر أعظم ذنبا من ناسي القرآن" وذلك أنه لا ينسى إلا بهجرانه إياه، وتهاونه به، وإنما أراد القراءة ولم يرد نسيان نفس القرآن إلى آخره، يعني والله أعلم أن الوعيد يتوجه لمن ترك قراءته وإن كان حافظا له فعلى هذا يكون من ترك قراءته حتى نسيه من باب أولى، والله أعلم.
والحاصل أن المتبادر من الأحاديث الواردة في الأمر بتعاهد القرآن يدل أن الوعيد يتعلق بنسيان قراءته، وأما نسيان العمل به فإنه لا فرق فيه بين جميع المكلفين، والله أعلم.
لكن بقي الكلام على المراد بنسيان قراءة القرآن ترك قراءته وإن كان حافظا له، وهو المتبادر من تأويل الشيخ إسماعيل حيث قال: وإنما أراد القراءة ولم يرد نسيان بعض القرآن، أو المراد به زواله من القلب حتى لا يقدر على قراءته غيبا، <1/21> وهو المتبادر من ظاهر الحديث ومن كلامهم في الرجوع عن العلم، والله أعلم ، فليحرر.
وقوله: _«عثمان» قال في السؤالات عند ذكره لهؤلاء الستة وعثمان بن حنيف وهو الذي أخذ الزبير وطلحة ومن معهما يوم دخلوا البصرة في دار الإمارة وقتلوا من معه في سبعين شيخا رحمة الله عليهم، ونتفوا لحية عثمان وهو والي على البصرة، ولم يقتلوه خوف أهاليهم بالمدينة. عن سهل بن حنيف: لعنوا بما فعلوا إلا من تاب وعمل صالحا ثم اهتدى، وعثمان بن حنيف أخو سهل بن حنيف، انتهى.
পৃষ্ঠা ১৮