الجزء الثاني من القواعد في حوالي ثلاثة أشهر- كما مر- ومن المستبعد جدا أن يكون تأليف الجزء الأول المماثل في حجمه للجزء الثاني قد استغرق أكثر من تسعة أعوام ونصف. ثانيا، إن العلامة ألف القواعد استجابة لطلب فخر المحققين، كما صرح بذلك في بداية الكتاب: «. إجابة لالتماس أحب الناس إلي وأعزهم علي وهو الولد العزيز محمد.» (1) ومن جهة أخرى قال فخر الدين نفسه: إن هذا الالتماس جاء بعد ما قرأت الكثير من الكتب عند والدي، وهذا نص عبارته:
إني لما اشتغلت على والدي (قدس الله سره) في المعقول والمنقول وقرأت عليه كثيرا من كتب أصحابنا، فالتمسك منه أن يعمل لي كتابا في الفقه جامعا لقواعده ، حاويا لفرائده، مشتملا على غوامضه ودقائقه، جامعا لأسراره وحقائقه، تبني مسائله على علمي الأصولين وعلى علم البرهان، وأن يشير عند كل قاعدة إلى ما يلزمها من الحكم. (2).
ومع الالتفات إلى أن فخر الدين ولد عام 682، وأن العلامة أنهى تأليف القواعد عام 699، فإن كان تأليف القواعد قد استمر عشرة أعوام- كما نقله صاحب الرياض- فلكي تكون المعادلة صحيحة، ينبغي أن يكون عمر فخر الدين عند بدء العلامة بتأليف القواعد ما لا يقل عن سبعة أعوام:
(عام البدء بالتأليف 689 الفرض المذكور 10- 699 عام الانتهاء من تأليف القواعد).
(7 عام ولادة فخر الدين 682- 689 عام البدء بالتأليف).
ومن المستبعد جدا- بل ومن الخارق للعادة- أن يكون فخر المحققين قد قرأ كل هذه الكتب عند والده وهو في سن الصبا- أعني إلى السنة السابعة من عمره الشريف- وأن يتقدم إلى والده بهذا الطلب، بكل الخصائص التي أوردها بنفسه
পৃষ্ঠা ৩৩