الديلمي، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): فلان من عبادته ودينه وفضله كذا؟
فقال (عليه السلام): " كيف عقله؟ " قلت: لا أدري، فقال: " إن الثواب على قدر العقل، إن رجلا من بني إسرائيل كان يعبد الله في جزيرة من جزائر البحر، خضراء، نضرة، كثيرة الشجر، ظاهرة الماء، وإن ملكا من الملائكة مر به، فقال: يا رب أرني ثواب عبدك هذا، فأراه الله تعالى ذلك، فاستقله الملك، فأوحى الله تعالى إليه: أن أصحبه، فأتاه الملك في صورة إنسي، فقال له: من أنت؟ قال: أنا رجل عابد بلغني مكانك وعبادتك في هذا المكان، فأتيتك لأعبد الله معك، فكان معه يومه ذلك، فلما أصبح، قال له الملك: إن مكانك لنزه، وما يصلح إلا للعبادة، فقال له العابد: إن لمكاننا هذا عيبا، فقال له: وما هو؟ قال: ليس لربنا بهيمة، فلو كان له حمار رعيناه في هذا الموضع، فإن هذا الحشيش يضيع، فقال له ذلك الملك: وما لربك حمار؟ فقال: لو كان له حمار ما كان يضيع مثل هذا الحشيش، فأوحى الله تعالى إلى الملك: إنما أثيبه على قدر عقله ".
9. علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا بلغكم عن رجل حسن حال، فانظروا في حسن عقله، فإنما يجازى بعقله ".
10. محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال:
ذكرت لأبي عبد الله (عليه السلام) رجلا مبتلى بالوضوء والصلاة، وقلت: هو رجل عاقل، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " وأي عقل له وهو يطيع الشيطان؟ " فقلت له: وكيف يطيع الشيطان؟
فقال (عليه السلام): " سله: هذا الذي يأتيه من أي شيء هو؟ فإنه يقول لك: من عمل الشيطان ".
11. عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه، رفعه، قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر <div>____________________
<div class="explanation"> قوله: (وهو يطيع الشيطان) ويفعل ما يأمره به، فسأله السائل عن إبانة أنه يطيع بفعله الشيطان، فبينه (عليه السلام) بأنه لو سئل عن مستنده لم يكن له بد من أن يسنده إلى الشيطان؛ حيث لا شبهة في أنه لا مستند له في الشرع ولا في العقل.</div>
পৃষ্ঠা ৪৮