فسألها بجفاء: ألا تحترمين الفتونة؟!
فتراجعت بلباقة قائلة: أحترمها كما أحترم رجلها، ولكنني أكره أن يتعرض ابناي لمخاطرها.
وتساءل ما جدوى الخصام؟ وماذا بقي من العهد؟ لقد تزوجت بناته الكبريات من حرافيش، أما الصغيرة المعاصرة للوجاهة فقد تزوجت من «محترم»، وسوف تنجب ذرية غريبة مثل أبيها. وقد استنام الضمير إلى الدعة، واستسلم الجسد الشره إلى تيار الإغراء والاستهانة، والمعارضة في هذه الحال حركة ساخرة.
قال ابنه بكر: ولكن جدنا عاشور الناجي كان يحب الحياة الفاخرة!
فسأله بغضب: من أنت لكي تفهم المعلم عاشور؟! - هكذا قيل يا أبي. - لا يفهم عاشور إلا من اشتعل قلبه بالشرارة المقدسة. - ألم يحتل دار البنان؟
فقال سليمان محتدا: معجزته في الحلم والعهد.
فقال بكر بجرأة غير محمودة: كان يستطيع أن يهرب من الشوطة بلا حلم.
احتقن وجه سليمان بالدم وهتف: هكذا تتكلم عن الناجي؟!
تمخض الوجيه عن وحش في لحظة من الزمان وكأن عاشور الأسطوري قد بعث من جديد، فجفلت سنية وقالت مخاطبة ابنها بحدة: جدك رجل مقدس يا بكر!
وصاح به أبوه: إنك لا تصلح لشيء نبيل.
অজানা পৃষ্ঠা