199

হামায়ান যাদ

هميان الزاد إلى دار المعاد

জনগুলি

فأصمهم وأعمى أبصارهم

أو لما قالوا إن قلوبنا أوعية للعلم مملوءة به مستغنية عنك، رد الله عز وجل عليهم بأنهم كفرة أبعدهم الله عن مقامات العلم، فمن أين لهم العلم والاستغناء عنك. { فقليلا ما يؤمنون } قليلا مفعول مطلق ليؤمنون على حد الموصوف، وما صلة لتأكيد القلة أى يؤمنون إيمانا قليلا قلة دقيقة، ولا يجوز أن تكون ما نافية، لأن لا نافية الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها، وهنا قد عمل ما بعدها فيما قبلها فليست نافية، وأجازه بعضهم إن لم تعمل عمل ليس، ولأن فى كونها نافية إيهاما فإن المعنى المقصود على النفى أنهم لا يؤمنون ولو إيمانا قليلا، واللفظ يوهم أن الإيمان القليل لا يؤمنونه ولكن يؤمنون الإيمان الكثير، وهذا لا يصح، والقلة فى الآية على أصلها كما مر فى قولى يؤمنون إيمانا قليلا قلة دقيقة، ويجوز كونها بمعنى النفى، ولا يمكن كون ما على هذا الوجه نافية إلا على تأكيد النفى تأكيدا لغويا اصطلاحيا، فإن اللغوى يكون فى كل واحد من الفعل والاسم والحرف للآخر، فكأنه قيل لا لا يؤمنون بتكرير لا، ولو جعلت نافية غير مؤكدة للنفى المستفاد من قليلا، لكان المعنى انتفاء عدم إيمانهم وهذا غير مراد، وإبقاء القلة على أصلها هو الراجح والقلة إنها هى بالنسبة إلى من آمن من غيرهم إذ قد من أكثر من ثلاثة منهم كعبد الله بن سلام وكعب الأحبار ورفاعة القرضى، وذكر رفاعة القرضى فى قوله تعالى

الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون

أنه من عشرة من اليهود، وأنهم المراد فى هذه الآية { الذين آتيناهم.. } إلخ، وأنا أحدهم ولا ينافى قوله هذا قول الحسن عنه صلى الله عليه وسلم أنه لو آمن بى واتبعنى وصدقنى عشرة من اليهود لم يبق على ظهرها يهودى إلا اتبعنى، لأن المراد عشرة غير اثنين أتم بهما رفاعة العشرة التى ذكرها هو، وقال كعب ردا على الحسن لما روى الحديث بلفظ العشرة بل اثنى عشر قال ومصداقى فى كتاب الله

ولقد أخذ الله ميثاق بنى إسرائيل وبعثنا منهم اثنى عشر نقيبا

ويحتمل أن يراد فى رواية الحسن عشرة بعد اثنين أسلما يتم بهما اثنى عشر، ولو أسلم عشرة وهذا على أنه لم يسلم إلا اثنان كما زعم بعض المفسرين، قال بعض لا نعلم أحدا من اليهود أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا رجلا واحدا، والحسن يذكر آخر ولا أدرى من هو.

[2.89]

{ ولما جاءهم كتاب } القرآن. { من عند الله } متعلق بجاء أو بمحذوف نعت الكتاب. { مصدق لما معهم } من التوراة. وقيل ما معهم التوراة والإنجيل وذلك أن رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وصفته مذكورتان فى التوراة والإنجيل كما ذكرت رسالته فى القرآن وصفته، مثل قوله تعالى

إنك لعلى خلق عظيم

وقرئ مصدقا بالنصب على الحال من كتاب على أن من عند الله نعت لكتاب وسوغ مجئ الحال من النكرة وصفها ولك تعليق من عند الله أيضا فى هذه القراءة بجاء، والمسوغ الوصف المعنى فإن تنكير كتاب للتعظيم، ومعناه كتاب عظيم، ويحتمل أن يكون معنى قوله ما معهم الذى معهم من العلم برسالته وصفته أو الذى معهم من رسالته وصفته وجواب لما محذوف يقدر قبل قوله { وكانوا من قبل } أى من قبل مجيئه. { يستفتحون } والدليل عليه جواب لما الثانية فيقدر بلفظه، أى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم كفروا به، ويجوز تقديره بما يناسب جواب الثانية وجوابها أيضا دليل عليه، فإن الشئ يدل على مناسبه كما يدل على مماثله، ويستشعر بذكره أى ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم كذبوا به أو استهانوا به أو ما أشبه ذلك، ومعنى يستفتحون يستنصرون. قال الله جل وعلا

অজানা পৃষ্ঠা